- فإن سأل فقال: أفتقولون: إن الله قادر؟
قيل له: نعم، كذلك نقول كما وصف نفسه أنه القادر، وأنه القدير، كل ذلك سواء، وكل ذلك معنا.
وكما كانت أفعال الله توجد وتصح منه علمنا أنه قادر عليها، ولو لم نصفه بالقدرة لكنا قد وصفناه بضد القدرة، فلما نفينا عنه الأضداد كلها وكان قادرا بالاتفاق وصفناه بها كما وصف نفسه بها مع اتفاق الأمة /9/ على ذلك.
مسألة: [في الدليل على صفات الله]
فإن قال: أفتقولون: إن الله تعالى - عز وجل - لم يزل حيا، عالما قادرا، سميعا بصيرا؟ قيل له: كذلك نقول.
فإن قال: فما الدليل؟
قيل له: إن الحي إذا لم يكن عالما كان موصوفا بضد العلم ، ولو كان - عز وجل - لم يزل حيا غير عالم لكان موصوفا بضد العلم ولاستحال أن يعلم، فلما دل الدليل أن الأفعال توجد منه وتصح وتقع منتظمة ومتسقة صح أنه لم يزل عالما بها، مع أن اللغة متفقة والأمة مجمعة على أن الله تعالى لم يزل عالما لما يكون قبل كونه. وكذلك قال: {يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون}، وقال: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}، وقال تعالى: {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين}. فقد أخبر بما يقولون قبل أن يقولوا ذلك، وأخبر تعالى أنهم {لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}.
مسألة: [في معاني صفات الله]
فإن قال، وسأل وقال: أتقولون: إن الله سميع بصير؟
قيل له: نعم، كذلك نقول: إن الله سميع بصير وسامع، وقد قال: {إنه هو السميع البصير}.
صفحه ۱۳