جامع ابن برکه ج1

ابن برکه d. 362 AH
54

جامع ابن برکه ج1

جامع ابن بركة ج1

ژانرها

وأظن هذا الذي يذهب إليه أصحابنا، والله يوفقنا وإياهم برحمته. وقد طعن كثير من أعثار الملحدين في قول الله عز وجل: { الرحمن الرحيم } ?وفي قوله: { الحمد الله رب العالمين } ?وفي كثير من القرآن. فقالوا: إذا كان عندكم الرحمن الرحيم معناها واحد، فلم جاز تكريرهما والإيجاز أفصح؟ وكذلك قالوا: كيف جاز أن يقول: الحمد الله وهو الله، ولم يقل الحمد لنا؟ وهذا من جهلهم بمخاطبات الناس وقصورهم عن علم اللغة.

? فأما قوله تعالى: { الرحمن الرحيم } ؛ فإن العرب الذين خوطبنا بلغتهم يقولون: نديم وندمان، والذي قد تغدى وتعشى غديان وعشيان وصبحان، وغبقان للذي قد اصطبح واغتبق. وهو كقولهم: رحيم وراحم وقدير وقادر. والرحيم وهو الراحم وعليم وعالم، وتكرير اللفظتين المختلفتين وإن كان معناهما واحد في كثير من اللغة، تقول العرب: جاز مجيز، وأما قوله: ? { الحمد لله رب العلمين } ؛ فإن للمخاطبات منازل ومراتب، ألا ترى أن مخاطبة الرجل لابنه، والسيد لعبده والملك لرعيته تختلف من بمخاطبة الرجل لأخيه. يقول الرجل لابنه: أما تعلم أن من الحق عليك أن تبر أباك. والإمام يكتب أمر: الإمام أمير المؤمنين بكذا وكذا ليقع للسامعين موقع الإجلال والتعظيم.

صفحه ۵۴