264

جمهرة أنساب العرب

جمهرة أنساب العرب لابن الكلبي

ویرایشگر

د حسن ناجي

ناشر

عالم الكتب

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م

محل انتشار

بيروت

هؤلاء بنو أسيّد بن عمرو بن تميم، وهؤلاء بنو عمرو بن تميم وهؤلاء بنو تميم بن مرّ.
قال الكلبيّ: لمّا ضرب امرأة تميم بن مرّ المخاض خرج يتفأل (^١)، فإذا هو بموضع قد انخرق عليه منه السيل، فرجع وقد ولدت، فسمّاه زيد مناة، ففيه العدد والشرف؛ ثمّ ضربها المخاض بولد، فخرج فإذا هو بضبع تجرّ كاهل جزور فقال: «أعثى به رثية تأوي الى كاهل شديد»؛ أعثى: كثير الشعر، ورثية أي خمع (^٢)؛ فرجع وقد ولدت غلاما فسمّاه عمرا، ففيهم البأس والنجدة؛ ثمّ ضربها المخاض بولد ثالث، فخرج يتفأل، فإذا هو بمكّاء (^٣) ساقط على عوسجة قد جفّ نصفها، فقال: «لئن كنت أسريت وأثريت، لقد أصلدت واكديت» (^٤) فولدت غلاما فسمّاه الحارث؛ ففيهم القلّة وليسوا بشيء.

(^١) يتفأل: الفأل ضد الطّيرة، ويكون فيما يحسن ويسوء، والطيرة فيما يسوء.
لسان العرب «فأل».
(^٢) خمعت الضّبع تخمع خمعا وخموعا، عرجت، والخوامع الضباع، اسم لها لازم، والخماع: العرج.
لسان العرب «خمع».
(^٣) مكّاء: طائر، وجمعه مكاكي.
(^٤) في الاشتقاق ص ٦ - ٧: خرج تميم بن مرّ وامرأته سلمى بنت كعب تمخّض، فإذا هو بواد قد انبثق عليه لم يشعر به، فقال: اللّيل والسّيل! فرجع وقد ولدت غلاما، فقال: لأجعلنّه لإلهي، فسمّاه زيد مناة، ثمّ خرج خرجة أخرى وهي تمخّض فإذا هو بضبع تجرّ كاهل جزور، فقال: أعثى به رثية، يأوي إلى ركن شديد- أعثى يعني الضّبع، والرّثية يعني الضّرع- فولدت عمرا. ثم خرج وهي تمخّض فإذا بمكّاء يغرّد على عوسجة قد يبس نصفها وبقي نصفها، فقال: «لئن كنت قد أثرمت وأسريت لقد أجحت واكديت» فولدت غلاما فسمّاه الحارث، وهم أقلّ تميم عددا.

1 / 272