جمال الدين الأفغانی
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
ژانرها
ولا يتم مطلب الاستقلال إلا بترقية النفس بالعلم الصحيح، والوقوف على مواطن الضعف، ومعرفة الواجبات، وكيفية تحقيق الهدف، واقتصاص الضعيف من القوي، واتفاق الكلمة، وجمع الأهواء. نهض الغرب بالعلم والعمل، وانحط الشرق بالجهل والكسل. الداء دفين في جسم الشرق يجب معرفته قبل طالب الدواء. والدواء هو العزة كما قال الشاعر:
عش عزيزا أو مت وأنت كريم
بين طعن القنا وخفق البنود
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
وهو دواء أخذه الغربيون فحقق لهم العظمة والاستعلاء. ووجده الشرقيون مرا فطرحوه جانبا كما قال الشاعر:
ولا يقيم على ذل يراد به
إلا الأذلان عير الحي والوتد
والأديب في الشرق يموت حيا ويحيا ميتا، بينما الأدباء في حياتهم أفقر الفقراء فإذا هم بعد الموت يصيرون بالرثاء وحفلات التأبين أغنى الأغنياء. فلا يلتفت إلى عظمائه إلا بعد مماتهم.
الشرق في حاجة إلى عمل جديد، وجيل جديد، وعلم صحيح، وفهم جديد لحقيقة معنى السلطان على الأجساد والأرواح وهو الدين، وجمع شتات أهل الأديان، وقبول الموت في سبيل الحياة، حياة الوطن. وقد تأسست جمعيات أهلية لتكوين جيل جديد لا يقرع باب السلطان ولا تضعف إرادته، ولا تهن عزيمته، ولا يغريهم الوعد بالمنصب، ولا تلهيهم تجارة أو مكسب، وارتياد المكاره لنجاة الوطن. ويؤول الأفغاني حديث الرسول
صفحه نامشخص