جلیس صالح
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي
ویرایشگر
عبد الكريم سامي الجندي
ناشر
دار الكتب العلمية
ویراست
الأولى ١٤٢٦ هـ
سال انتشار
٢٠٠٥ م
محل انتشار
بيروت - لبنان
عجبت لَهُ أَن زار فِي النَّومِ مَضّجَعي ... وَلَو زَارَني مُستيقظًا كَانَ أعجبا
فَلَمَّا أخْبرت مَا أخْبرت وتضاحكت ... تنفست الْأُخْرَى، وَقَالَت تطربا
وَمَا زَارَنِي فِي النَّوْمِ إِلا خَيَالُهُ ... فقلتُ لَهُ أَهلا وسَهْلا ومَرْحَبَا
وشوقت الْأُخْرَى وَقَالَت مجيبة ... لَهُنَّ بقولٍ كَانَ أشهى وأعجبا
بنفسي وَأَهلي من أرى كُلّ ليلةٍ ... ضَجِيعي وريَّاهُ من الْمِسْك أطْيَبَا
فَلَمَّا تبينت الَّذِي قُلْنَ وانبرى ... لي الْحَكَم لَمْ أترك لذِي القَوْل مَعْتَبا
قضيت لصُغْراهن بالظّرف إنَّني ... رَأَيْت الَّذِي قَالَتْ إِلَى الْقلب أعجبا
قَالَ القَاضِي: السَّرحة الشَّجَرَة، قَالَ عنترة يصف رَجُلا بِعظم الجثة وَكَمَال الْخلقَة وبهاء الصُّورَة:
بطلٌ كأنّ ثيابَهُ فِي سرحةٍ ... تَحذى نِعَالَ السِّبْتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
وقَالَ بعض الْأَعْرَاب:
يَا سرحة الدَّوح أَيْنَ الحيُّ واكبدا ... رُوحِي تَذُوب وَبَيت اللَّهِ من حَسَرِ
وقَالَ حُمَيد بْن ثَوْر الْهِلَالِي:
أَبى اللَّه إِلا أَن سَرْحَةَ مالكٍ ... إِلَى الْقلب من بَين العضاه تروق
الدَّوْحُ: جمع دَوْحة، وَهُوَ مَا عظم من الشّجر.
المجلِسُ الثَامِن وَالثَلاثونْ
إِذا أحبّ اللَّه عبدا منحه الْقبُول
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِشْكَابَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَشِّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُة بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ: رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ فُلانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: وَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَحَبَّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ: وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، قَالَ: وَلا أَدْرِي لَعَلَّهُ قَالَ فِي الْبُغْضِ مِثْلَ ذَلِكَ.
شرح الْحَدِيث
قَالَ القَاضِي إِن اللَّه ﷻ يحب من عباده من أطاعه، وَيَضَع الْقبُول لمن قَبِل وَصَايَاهُ وَعمل بِمَا يعودُ بمرضاته، فنسأل اللَّه تَعَالَى توفيقنا لطاعته الْمُوجبَة لمحبته، وعصمتنا من مَعْصِيتَه المؤدية إِلَى سَخَطه، فطوبى لمن أطَاع ربه فأحبّه، وويلٌ لمن عَصَاهُ وأغضبه، وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى ذِكره: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيغْفر لكم ذنوبكم " وقَالَ جلَّ اسْمه: " وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قل فَلم
1 / 285