131

جلیس صالح

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي

پژوهشگر

عبد الكريم سامي الجندي

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى ١٤٢٦ هـ

سال انتشار

٢٠٠٥ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

وَكَانَت أُمُور تعتريني كَثِيرَة ... فأرضخ أَوْ أعتل حينا فأمنع إِذَا كنت سَوْطًا من عَذَاب عَلَيْهِمْ ... وَلم يَك عِنْدِي فِي الْمَنَافِع مطمع أيرضى بِذَاكَ النّاس أم يسخطونه ... أم أَحْمد فيهم أم ألام فأقدع وَكَانَت بلادًا جِئْتهَا حَيْث جِئْتهَا ... بهَا كلّ نيران الْعَدَاوَة تلمع فقاسيت فِيهَا مَا علمت وَلم أزل ... أصارع حَتَّى كدت بِالْمَوْتِ أصرع فكم أرجفوا من رَجْفَة قَدْ سَمعتهَا ... وَلَو كَانَ غَيْرِي طَار ممّا يروع وَكنت إِذَا هموا بِإِحْدَى هَنَاتِهم ... حَسَرت لَهُمْ رَأْسِي وَلَا أتقنع فَلَو لَمْ يذد عني صَنَادِيد مِنْهُم ... تقسّم أعضائي ذئاب وأضبع فَكتب إِلَيْهِ عَبْد الْملك: اعْمَلْ بِرَأْيِك. الحَجَّاج يُؤمن النّاس إِلَّا أَرْبَعَة حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الأَزْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي عليّ بْن الْحَسَن بْن مُوسَى، عَنْ عَبْد اللَّه بْن حمد التَّيْميّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن حَفْص، عَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن فضَالة الزهْرَانِي، قَالَ: نَادَى مُنَادِي الحَجَّاج بْن يُوسُف يَوْمَ رستقا باذ: آمن النّاس كلهم إِلَّا أَرْبَعَة: عبد الله بن الْجَارُود وع بن فضَالة وَعِكْرِمَة بن ربعي وَعبد اللَّه بْن زِيَاد بْن ظبْيَان، قَالَ: فَأتى بِرَأْس عَبْد اللَّه بْن الْجَارُود فَلم يصدق فَرحا بِهِ، وَقَالَ: عمموه لي أعرفهُ فَإِنِّي لَمْ أره قَطّ إِلَّا معممًا فعمم لَهُ فَعرفهُ، فَأمر الْمُنَادِي فَنَادَى: أَمن النّاس إِلَّا ثَلَاثَة: عَبْد اللَّه بْن فضَالة وَعبيد اللَّه بْن زِيَاد بْن ظبْيَان وَعِكْرِمَة بْن ربعي، فَأَما عبيد الله بن زِيَاد فَإِنَّهُ انْطلق إِلَى عمان فَأَصَابَهُ الفالج بهَا فَمَاتَ، وأمّا عِكْرمة ابْن ربعي فَإِنَّهُ لحقته خيل الحَجَّاج فِي بَعْض سِكَك المربد فعطف عَلَيْهِمْ فَقتل مِنْهُم نيفًا وَعشْرين رَجُلا ثُمَّ قَتَلُوهُ، وأمّا عَبْد اللَّه بْن فضَالة فَإِنَّهُ أَتَى خُرَاسَان فَلم يزل بهَا حَتَّى وُلّي الْمُهلب خُرَاسَان فَأمر بِأَخْذِهِ حَيْث أَصَابَهُ، وَقيل لَهُ: أكِنّ ذَلِكَ وَلَا تبده فيحذر ويحرز فاحرص عَلَى أسره دون قَتله، قَالَ: فَبعث الْمُهلب ابْنه حبيبا أَمَامه فساق من سوق الأهواز إِلَى مَرْو عَلَى بغلة شهباء فِي سبْعٍ عشرَة لَيْلَة فَأَخذه غارا بمرور وَهُوَ لَا يشْعر، ثُمَّ كتب إِلَى الحَجَّاج يُعلمهُ ذَلِكَ، فجَاء الْمُغيرَة بْن الْمُهلب إِلَى منزل حَبَّة ابْنَة الفَضْل، امْرَأَة عَبْد اللَّه بْن فضَالة وَهِي ابْنَة عَم عَبْد اللَّه، فَأرْسل إِلَيْهَا أنَّ حبيبا قَدْ أَخذ عَبْد اللَّه، وَقد كتب إِلَى الحَجَّاج يُعلمهُ بذلك، فَإِن كَانَ عنْدك خَير فشأنك وعولي عليّ من المَال مَا بدا لَك، فَأرْسلت إِلَيْهِ: لَا وَلَا كَرَامَة، تَقْتُلُونَهُ وآخذ مِنْكُم المَال، هَذَا مَا لَا يكون، فتحولت إِلَى منزل أَخِيهَا لأمها خولي بْن مَالك الرَّاسِبِي وَأرْسلت إِلَى بني سَعْد فاشتُرى لَهَا بَاب

1 / 135