کتاب جالینوس در استقصات بر اساس نظر ابوقراط
كتاب جالينوس في أسطقسات على رأي أبوقراط
ژانرها
وإن كنت تطلب الشىء الذى هو عند الطبيعة بسيط، مفرد، فقد ينبغى أن يكون ذلك خالصا صرفا، لا يشوبه شىء. وتكون الكيفية فيه على غايتها.
فقد جئت من الرأس إلى النار، والهواء، والماء، والأرض، لأنك لا تجد الكيفيات على غايتها لا يشوبها ولا يخالطها شىء إلا فى هذه فقط.
وذلك أنا نجد فى النار غاية الحر، وغاية اليبس، ونجد فى الأرض غاية البرد، وغاية اليبس. ونجد الكيفيات الأخر فى كل واحد من الاثنين الباقيين بحسب طبيعته التى تخصه.
فإن لم تشأ أن تقول إن هذه الأربعة هى الاستقصات، لكن اثنين منها، أو ثلاثة، فلعلك ستجد فى ذلك بعض الحجة.
فأما بأن تقر أن الاسطقس الرطب هو فى غاية الرطوبة، ثم تتوهم مع ذلك أنك تعنى به شيئا غير الماء، فذاك منك غاية الجهل. إلا أن تزعم أن الكيفيات أنفسها هى الاستقصات، لا الأجسام القابلة لها، فإنك إن قلت ذلك، صار الاسطقس الرطب ليس هو الماء، لكن الرطوبة. وصار الاسطقس الحار ليس هو النار، لكن الحرارة التى هى فى الغاية.
فإن قلت ذلك، فقد لزمك أمران:
أما الأول: فإنك قد تجاوزت النار، والهواء، والماء، والأرض، وتراقيت بالقول إلى ما هو أعلى منها. وقد كان غرضك أن تقصر دونها، ولا تبلغ إليها. لأنها بزعمك بعيدة عن الطب.
وأما الثانى: فإنه ينكشف بذلك من جهلك أنك لا تعلم ما الفرق بين الاسطقس وبين المبدأ.
صفحه ۸۵