فبغير قياس. والأول أيضا بالإقناع غير متحرك، وأما الثانى فيتغير بالإقناع. والذى ينبغى أن يقال فى هذا أن جميع الناس يشتركون فيه، وأما العقل فأكثره فى الملائكة وإنما فى الناس منه مقدار يسير. فإذا كان هذا هكذا فينبغى أن يسلم أن النوع الذى فى الملائكة واحد وأنه غير مكون لا يبطل ولا يقبل التأثير بعضه من بعض ولا يفعل فى شىء آخر غيره، وأنه غير مرئى ولا محسوس. وإذا كان هذا على ما وصفنا فقد يجب أن نبحث عن هذا الذى أدركه العقل. وأما الموافق له فى الاسم فشبيه به ثان بعده محسوس مكون يوجد دائما يكون فى موضع ويفسد فيه وإدراكه يكون بالظن والحس. وأما الجنس الثالث فلا يقبل الفساد ويفيد جميع الأشياء المكونة ثباتا وتمكنا ويمس بغير حس ويكذب ما يصدق به الفكر الكاذب. وهو الذى إذا رأيناه كأنه حلم ونقول فيه يجب أن يكون هذا الشىء الموجود — كلما وجد — فى موضع قد تمسك به، لأن ما لم يكن فى الأرض ولا فى موضع من السماء فليس هو شىء من الأشياء. هذا آخر لفظ فلاطن PageV01P01 4
[chapter 10]
فلما بين فلاطن بهذا القول أن لكل واحد من الأشياء المكونة نوعا معقولا قسم بعد ذلك أنواع النار والماء والأرض والهواء فقال: إن نوع النار هو الشكل النارى، ونوع الأرض هو الشكل المكعب، ونوع الماء هو الشكل الذى له عشرون قاعدة، ونوع الهواء هو الشكل الذى له ثمانى قواعد. ثم قال: وههنا صورة أخرى جعلت للعالم بأجمعه، وأشار إلى الشكل الذى له اثنتا عشرة قاعدة ثم بين بعد ذلك فى ثلثة من الاسطقسات أن بعضها يتغير من بعض، وأما | الأرض فباقية بحالها ثابتة لا تتغير، وأن كل واحد من هذه التى ذكرت ينبغى أن يتوهم بحال من الصغر لا يمكن أحدا من الناس أن يدركه مفردا وحده. وذلك أن هذه الأشياء الجليلة التى ترى محسوسة تركيبها من كثيرة من تلك ومن أشياء آخر مخالطة لها ليست من جنسها. وذلك أن فرج العظام تمتلئ من تلك الصغار لأنه لا يستقيم أن يبقى بينها موضع خال. وإن هذا هو السبب فى أن حركاتها واستحالة بعضها إلى بعض باقية دائمة وبعضها يفرق بعضا ويجمعه
[chapter 11]
صفحه ۱۵