بسم الله الرحمن الرحيم المقالة العاشرة من كتاب جالينوس فى عمل التشريح فى هذه المقالة ذكر امر العينين واللسان والشفة والازدراد قد وصفنا فى المقالة السالفة قبل هذه من امر اجزاء الدماغ الخاصية واجزاء النخاع الخاصية وما يوقع بهما من الآفات ما فيه كفاية للمعرفة بالسبيل الذى اذا سلكه الرجل فى تشريحها نظر عيانا الى تلك الاجزاء وتلك الآفات اجود ما يكون أما ما يوقع من الآفات ففى الحيوانات الاحياء وأما الآخر فبعضها فى الحيوانات الموتى فقط وانا وصفت فى هذه المقالة علاج تشريح اجزاء الوجه واجزاء جميع الراس مع الاعراض التى تظهر عيانا فى كل واحد منها وأجعل مبداءى فى ذلك من الاجزاء التى تتبعها وتلحقها الاعراض عند ما تقطع أو ترض أو تشد برباط أو تمسك بالاصابع أو تلوى أو تمدد باكثر مما ينبغى فان الاعضاء التى ينالها هذه الاشياء يبطل فعلها إما جملة وإما على التبعيض فلنضع الان ايضا ان الدماغ مكشوف قد تجتنب عنه العظام التى حوله كما وصفناه قبل ثم تاخذ بعد ذلك فى العمل فتقطع اولا العظم الذى يقال له الزوج ثم تخلص من قحف الراس عضلة الصدغ حتى تصير الى العصبة التى تاتى القحف وان كنت لم ترها قط اذا انت قصبت جميع ما بعضلة الصدغ من المنابت من فوق تجوز الى الدماغ وترجع فى الطريق الذى فيه تسير كل واحد من عصبتى البصر من الموضع العام الى الجنانبين فانه فى تلك الطريق تجى من غير ان تميل الى هنا والى ههنا حتى تصل الى العين فالموضع الذى تراها فيه تاتى القحف ففى ذلك الموضع بعينه اقطع القحف بالآلة التى يقال لها كاسرة العظام ولتكن قوية قطعا يذهب من فوق الى اسفل حتى تلقى العصبة والثقب الذى فيه تجى هذه العصبة هو يوديك ويوصلك الى موضع العين وتجد القحف فى قعر ذلك الموضع من داخل مثقوب ثقب مدور والاجود ان يكون قدامك اذا اردت هذا العمل قحف راس قرد عتيق بال لم يبق فيه بقية من عصب ولا من عشاء ولا من عرق ولا من رباط وانما بقى جوهر العظام مفردا عاريا قد تعفنت وبليت جميع ما فيه من الاعضاء وقد رايتم عندى جماجم كثيرة على هذه الصفة بعضها تام وبعضها قد قلع منه الجزء الاعلى على مثال الجماجم التى ههنا لتشريح الدماغ فان نظرك الى قحف عتيق بال يكون موضوعا قدامك يوديك الى موضع عصبة البصر حتى تخرج منه والاجود ان تكون تنظر نظر متثبت الى عين خارجة من القحف فانك ترى فيها تلك العصبة كانها اصل لجملة العضو فاذا انت رايت ذلك ايضا ظننت باصحاب التشريح قد اجادوا فى تشبيههم شكل جملة العين مع العصبة بغلاف الخشخاشة فاذا انت قطعت العظم الذى حول هذه العصبة وخاصة من اجزايه العالية فانظر الى اتصاله بالعضل المحيط بالعين برباطات فى جميع ذلك الموضع الغاير حتى تاتى اصل الجفنين فان ههنا ليس من منابت العضل شى لكن غشاء ينبت من اصلهما ويجلل العضل كله كما يدور من خارج ويتصل به وهو الغشاء المحيط بالقحف لانه متصل به متحد معه بجوهر الجفنين ولكن دع هذا حتى تنظر اليه فى آخر الامر واما الآن فاكشف عن العضل العظام ثم التمس ان تجد ثقبا اخر موضوعا بالقرب من الثقب الذى ذكرناه تخرج منه عصبة صلبة أصغر من العصبة الاولى وتاتى العضل الذى ذكرناه وقلنا انه محيط بالعين فانه ياتى موضع العين من هذين الثقبين اللذين يماس احدهما الاخر عصبتين اعظم كثيرا من قياس مقدار الموضع فانظر فى هذا الوقت الى اتصال هذا العصب كيف يتصل بالعين حتى تنظر بعد ذلك كيف ينقسم فيها فى عين اخرى عظيمة قد أخرجت من بدن الحيوان وقد قلت قبل قولا إنا نذكرك به ههنا وهو ان بعض الاعضاء هيتها فى ستة اجناس الحيوان هية واحدة بعينها وبعضها تكون هيتها فى بعض هذه الاجناس غيرها فى بعض وهذه المباينة تكون إما كثيرة وإما قليلة فالعين من الاعضاء التى تكون هيتها على مثال واحد ولكن لما كنا قد يضطرنا الامر مرارا كثيرة الى ان نقطع من بدن إنسان عظم القحف فى هذا الطريق الذى وصفناه من اجل ذلك انا آامركم ان تروضوا انفسكم فى ابدان القرود واما فى تعرف قوة العصب الذى ياتى العين فجميع الحيوان فى الموافقة والصلاح كذلك سواء فبعد أن تقطع عظم الحاجب حتى تبلغ الى العمق تلقاك العصبتان اللتان تاتيان العين فان انت قطعت العصبة العظمى منها عطلت حاسة البصر من ذلك الحيوان وان انت قطعت اصغر العصبتين رايت العين على المكان تبقى بلا حركة وذهاب حركة العين امر تقف عليه وتعرفه باهون سعى وأما أن الحيوان لا يبصر فى مثل هذه الآفة التى أنزلتها به فذلك امر انما تعرفه بالقياس من انك تجد الحيوان لا يغمض عينه من شى تدنيه اليها كانك تريد ان تنخسها به ففى الحيوان الحى اشياء تحتاج فى تشريح العين الى شى من علاج التشريح خلا هذا العلاج وحده واما فى الحيوان الذى قد مات فانت تنظر الى الشريان والعرق الذى يخرج من كل واحد من الثقبين والشريان ينقسم فى العضل المحرك العين واما العرق فانه مع تقسمه فى هذا العضل يتقسم فى الجرم الحاوى للرطوبة الشبيهة بالزجاج الذايب وهو الجرم الذى اشتق له اسم من شكله فسمى الطبقة الشبيهة بالشبكة وستنظر الى هذا الجرم فى آخر الامر عند ما تشرح العين خاصه منفردة فاما ما دامت العين متصلة بالقحف فانت ترى الشريان والعرق ينحدران مع العصبة الى العين وترى عروقا كثيرة تاتى الجفنين وتاتى الغشاء المجلل للعين من خارج المتصل بها من الاجسام المحيطة العين ومن ماقيها وهذا الغشاء المجلل لجميع عضل العين المتصل به ياتى العين من العظم المحيط بها ولذلك سموه افراد من الناس الغشاء المحيط بالعظم كما سموه قوم اخر الغشاء المحيط بالقحف وبعض الناس اكتفى بان يسميه باليونية ابيبافوقوس وتفسيره المجلل والمتصل والمعنى الذى منه اشتق كل واحد من هذه الاسماء ظاهر فقد وصفت لك مشاركة العين لما يحويها من الاجسام وينبغى ان تروض نفسك فى تعرفها والعينين موضوعين فى مكانهما من البدن واما اذا قلعنا العينين فينبغى لك ان تتثبت فى طبيعتهما بعد ان تتبعض وتجد اولا الغشاء الرقيق المجلل للعضل المتصل به وتتبعه حتى تراه ياتى العين ويتصل بها والموضع الذى ياتيه ويتصل به هو الموضع الذى يلقى فيه الجسم الابيض المحيط بالدايرة العظمى الذى فيها من خارج هذه الدايرة العظمى وانما قلت الدايرة العظمى لان فى العين دايرة اخرى صغيرة داخل من هذه وهذه الدايرة التى يرى منها الصورة الناظر الى العين وتسمى الحدقة فاما الدايرة التى حول الدايرة العظمى فهى فى كل عين بيضاء الا ان بياضها ليس فى كل عين على مثال واحد لكن قد يكون بياضها اكثر واقل واما تلك الدايرة فهى فى كل عين ليس بيضاء لكنها تكون ملونة باصناف من انواع الالوان كثيرة مختلفة فى بعض الناس وفى بعض الحيوانات الأخر وذلك ان هذا الجزء كله من العين يكون فى بعض الناس والحيوانات أسود وفى بعضهم أشهل وأزرق وفى بعضهم يكون ينقص عن اللون الاسود شى يسير وما كان من الاعيان لونه هذا اللون فكثير من الناس يسمونه بالعادة عين العز واما الخط الذى يفصل بين هذه الدايرة وبين الجرم الابيض المحيط فاصحاب التشريح يسمونه قوس قزح وإكليل ويسمونه دايرة على انه ليس دايرة لكن خط محيط بدايرة وليس يضرك شى إن انت سميته دايرة كما سماه أوليك وهذا الخط ان انت شيت ان تسميه دايرة وان شيت ان تسميه خطا حاوى لدايرة اذا بلغ اليه الغشاء المجلل لعضل العين المتصل به وقف عنده ولم يجاوزه واتصل بالطبقة الموضوعة تحته فى القوس قزح وبعض الناس لا يسمونه غشاء لكن يسمونه طبقة على مثل ما يسمون الطبقات الأخر التى للعين وانا أشير عليك فى أمر الاسماء ههنا بما أشير به عليك دايما وهو ان تستخف بها ولكن لما كانت معانى الامور إنما تتعرف ضرورة بالاسماء فقد ينبغى لك ان تستعمل الاسماء على ما استعملها جل الاطباء وجميع من وضع الكتب فى التشريح سموا كل وحدة من الجنن الموقية للاجرام الرطبة التى فى داخل العين طبقة ولان الطبقة الموضوعة من قدام فى وجه جميع تلك الدايرة التى ذكرناها قبل شبيهة بالقرون وتتبع ذلك فى عادة اصحاب التشريح وما دامت هذه الطبقة ممدودة حول الطبقة التى بعدها من داخل التى تحوى الرطوبة الشبيهة بالزجاج الذايب والرطوبة الشبيهة بحبة البرد فليس تعرف بالحقيقة اى الالوان لونها فاما إن هى كشطت عنها فانها ترى بيضاء ولكن افعل انت ذلك بها بعد قليل اذا انت شرحت جميع العضل المحيط بالعين وهذا العضل صغير واحد فى اصل العين يغطى العصبة كما يدور وهو إما ثلث عضلات متحدة وإما عضلة واحدة ثلث طاقات ويظن فى بعض الاوقات انها ليس ثلث طاقات لكن طاقين فاذا انت كشطت هذه العضلة من حول العصبة فصر الى العضل الباقى وخلص ما بين العضل من الشحم واكشطه وان بقى غشاء رقيق يحوى بعض هذا العضل فاكشطه هو ايضا كيما يظهر استقامة ليف كل واحدة من العضل فان هذا الليف هو الذى يوديك الى تخليض بعض العضل من بعض والتفريق بين بعضه وبعض فيما ينبغى ان تمد العضل الى الراسين كليهما اعنى الراس الذى يتصل بالعين عندما ينتهى الى وتر والراس الموضوع مقابل هذا الذى هو مبداء كل واحد من العضل وهو الذى قطعته من منبته الاول حين قطعت العين من الحفرة التى فى القحف الى كانت تحتوى على العين لما كانت العين على حالها الطبيعية فاذا انت وجدت هذا الموضع الذى تجذب وتمد اليه العضلة كلها ح يضح لك الامر وضوحا بينا فى تخليص العضلة كيف تخلصها باسهل الوجوده من الاجرام المعلقة بها وتنظر اليها على الانفراد فى اى موضع تتصل عندما تتغير وتصير وترا وكما تجد فيما بين العضل شحما كذلك تجد فيما بينه لحما رخوا فى جوفه رطوبة يسير اللزوجة بمنزلة بياض البيض وتجد هناك ايضا جرما متطاولا أجوف شبيها بجرم العرق اذا خلا من الدم ينبت من هاتين اللحمتين الرخوتين فان هذا اللحم الرخو وهو الغدد يكون على اكثر الامر لحمتين أو غدتين وكذلك الجرم الشبيه بالعرق الذى منشاه منه هو اثنان وهذان العرقان يصبان الرطوبة المختفية فيهما الى الطبقة المجللة لعضل العين المتصلة به من فمين لهما مقدار ظهورهما للحس مقدار ما يمكن ان يدخل فى كل واحد منهما شعرة خزير وم يذكر احد من اصحاب التشريح هاتين اللحمتين الرخوتين أو الغدتين ولا الالعرقين الخارجين منهما كما لا يذكرون الثقب الذى فى الجفنين واذا انت شرحت هذا العضل وخلصت بعضه من بعض على ما وصفت لك وجدت كل واحد منه ينتهى الى وتر رقيق الا انه اغلظ من الغشاء ويتصل بالقرب من الإكليل الذى قلت ان عنده ينتهى الغشاء الذى حول العظام غير ان ذلك الغشاء يتصل بالإكليل ايضا محكما فاما منتهى كل واحدة من هذه الاوتار فيصير الى قريب من هذا والواحد منها ياتى العين من المواضع المرتفعة والآخر موضوع مقابل هذا وواحدة من هاتين العضلتين وهى اعظمهما تمد العين الى فوق والاخرى تمدها الى اسفل وههنا عضلتين أخراتين تتصل كل واحدة منهما عند واحد من ماقى العين على ذلك المثال والواحدة منهما تذهب بالعين الى الجانب الوحشى والاخرى تذهب بها الى الجانب الإنسى الى ناحية الأنف وهذا الاربع العضلات تحرك العين حركاب مستقيمة وفى العين عضلتين أخراتين تحركانها حركات معرجة كانك قلت على قوس من دايرة وذلك انهما تحيطان بالعين كما تدور على وراب ولا تتصلان بها على استقامة كما يتصل الاربع العضلات الاخرى وكل واحدة منهما تجذب العين الى ناحية راسها ومبداها وتديرها فالواحدة تديرها الى ناحية فوق والاخرى الى ناحية اسفل وتتصلان عن جنبى الماق الاصغر اتصالا ارفع موضعا من موضع اتصال الاربع العضلات التى تقدم ذكرها اعنى قولى موضعا بقياس الإكليل وذلك ان تلك تصير الى قريب من الإكليل وهاتين تتصلان بالبعد منه قليلا فاذا انت قطعت هذه الست العضلات رايت العين تشبه بالحقيقة خلقة قسرة الخشخاشة وقبل ان تقطع العضل انظر الى العصبة الصغرى التى تاتيها من من الدماغ كيف تنقسم مع عرق وشريان ثم خذ فى البحث بعناية وتفقد عن جوهر الطبقة التى تحوى جملة العين كما تدور اى جوهر هى وهى طبقة مدمجة فى نفسها وأجزاها لا تشبه بعضها بعضا ومن أجل ذلك قال قوم انها طبقة واحدة وقال قوم انها طبقتين وهى مثقوبة من داخل فى الموضع الذى فيه عصبة البصر بمنزلة اصل جملة العين والعصبة تنفذ فى ثقبها وتدخل الى داخل وهذه العصبة متصلة متحدة بالطبقة المحدقة بها اتصال واتحاد حقيقى يعسر انتقاضه وهذه الطبقة صلبة غضروفية وبهذا السبب سموها قوم الغضروفية وقوم اخر سموها البيضاء وهى على هذه الصفة الى الإكليل ومن حد الإكليل يصير الجزء المقدم منها فى طبعه ألين ويسمى على وصفت الطبقة الشبيهة بالقرن وقد قلت مع ما قلت ان جميع الموضع الداخل من الإكليل يرى إما أشهل وإما أزرق وإما أدكن وإما أكحل ولعل بعض الناس ممن يرى هذه الطبقة فى حيوان حى يظن انها على هذه الصفة كلها الى السطح الخارج منها وليس الامر كذلك بل كما ان القرون التى تقطع صفايح رقاق والمهاة والحجارة التى توضع فى وجوه الكوى تنظر منها الى لون ما داخلها كذلك تنظر من هذه الطبقة الى لون الطبقة التى وراها فاذا كشطت وقلعت عما تحتها من الاجسام رايتها بيضاء بمنزلة القرون التى تقطع قطعا رقاقا قليلة الثخن والعمق ولذلك سميت هذه الطبقة الشبيهة بالقرن وليست فى الرقة على مثال حال الغشاء المجلل العضل الذى قلت ان كونه من الغشاء المحيط العظم بل قد يمكن ان تقسم هذه الى اربعة اغشية فى مثل تلك الرقة وينبغى لك ان تتدرب اولا فى ان تكون فى اول مرة تضع السكين تقطع منها بمقدار غلظ الغشاء المحيط بالعظم وليكن القطع على خط مستقيم يمر على مركز الدايرة ويبلغ الى اقاصيها ثم مد حاشيتى القطع مدا بصنارتين حادتين ثم اسلخ واكشط بالسكين وافصل ذلك الجزء على حدته مفردا وليكن ذلك بسكين مهياة لهذا العمل طرفها حاد رقيق والاجود ان يكون شكلها شكل ورقة الآس واسهل الوجوه فى كشط هذا الجزء الاول من هذه الطبقة الشبيهة بالقرن ان تقطع قطع ثانى يمر على مركز الدايرة ويقاطع القطع الاول على زوايا قايمة فتصير جملة الدايرة تنقسم على اربعة الاجزاء متساوية فانك اذا مددت كل واحد من هذه الاربعة الاجزاء من طرفه الذى عند المركز وهو راس اتحاد كل واحد من الاربعة الاجزاء سهل عليك كشطه من ساير المواضع وكما انك فصلت هذه القشرة التى كانها غشاء من الطبقة القرنية وعزلتها على حدة كذلك قد يمكنك ان تكشط منها قشرة ثانية على هذا المثال ثم قشرة ثالثة بان تخلص فى كل قشرة تكشطها الاجزاء كلها الى الإكليل فاما الجزء الباقى من الطبقة الشبيهة بالقرن فانك ان ضربت فيه السكين على ذلك المثال ورمت ان تقطعه قطعا يبته كله انخرق على المكان واذا هو انخرق سالت منه رطوبة حالها فى الحيوان الحى مثل حال الرطوبة التى فى البيض التى نستعملها فى مداواة وجع العين وهذه الرطوبة تكون فى الحيوانات التى قد ماتت غير اللون فاذا سالت هذه الرطوبة رايت الطبقة الشبيهة بالقرن موضوعة على طبقة اخرى لونها مثل لون الدايرة قبل ان تشرح العين واذا انت مددت هذا الجزء الرابع من الطبقة الشبيهة بالقرن وأبعدته عن الطبقة الموضوعة تحته وجدت هذه الاربعة الاجزاء مباينة واحد للآخر فى جميع اجزاء الدايرة وتجدها لازمة جدا فى القوس ونحن نسمى هذه الاربعة الاجزاء من الطبقة القرنية صفايح اذ كان من تقدمنا من الاطباء قد راى ان يسميها كذلك من مشابهتها لصفايح القرون وسمى ايضا الطبقة الثانية الشبيهة بالعنبة فانها شبيهة بحب العنب فى ملاستها من خارج وزئبرها من داخل وبعض الناس لم يسمها بهذا الاسم لكن سموها المثقوبة من قبل ان وسطها مثقوب وثقبها فى بعض الحيوانات على مثال ما هو فى الناس مدور وفى بعضها متطاول على مثال ما هو فى القر وفى هذا الثقب ترى الرطوبة الشبيهة بالجليد وانما سميت كذلك من مشابهتها فى منظرها للجليد فانك اذا لمستها وجدتها ألين من الجليد بكثير وترى الطبقة الشبيهة بالعنبة انما هى لازمة للطبقة الشبيهة بالقرن متصلة بها فى القوس وحده واما ساير اجزايها كلها فمتبرى منها على ما وصفت والرطوبة الشبيهة بالجليد ايضا لازمة لهما متصلة بهما فى القوس وكما ان الطبقة التى من خارج وان كانت مركبة من اجزاء لا يشبه بعضها بعضا فانها مدمجة متصلة فى نفسها كلها كذلك الطبقة الثانية التى تحويها تلك الخارجة قد عدها كلها قوم طبقة واحدة فصار من هذا الوجه بعض يقول ان الطبقات التى تحوى رطوبات العين اربع وبعض يقول انها طبقتين وقد وصفنا جميع ما جرى من هذا الاختلاف ومثله فى موضع اخر فجزوها الذى من قدام وهو الذى تحت الشبيهة بالقرن مباين للشبيهة بالقرن اصلا واما جزوها الذى بعد الإكليل الى العصبة فهو مربوط معها بليف وخيوط دقاق اشد سوادا من سواد جملة هذه الطبقة بقليل ولم ازل ارى دايما هذه الخيوط والليف الدقاق فى اعين البقر لان هذا الحيوان اسود العين واما اتصالها بالقوس فاتصال محكم عسر الانتقاض فان الطبقات ليس اتصالها فى هذا الموضع بليف وخيوط دقاق الواحدة منها متبرية من الاخرى وقد يمكنك ان تخلص هاتين الطبقتين ههنا واحدة من الاخرى بسكين حادة وتحفظ الطبقة الثانية وتستبقيها سليمة من الآفة ويمكنك ان تفعل ذلك من الجانبين وأن تكشف على ضربين فمرة تجعل عملك من الطبقة الشبيهة بالقرن ومرة من جزوها الصلب الغضروفى الذى من وراء الإكليل الى موضع اتصال العصبة وليس تقدر ان تقسم ذلك الجزء الى اجزاء كثيرة مثل ما قسمت الجزء القدام وهو الشبية بالقرن وحسبك ان تقطع قطعا من موضع اتصال العصبة الى الإكليل وكيما لا تقطع مع الطبقة الاولى الطبقة الثانية اجعل القطع على وراب قليل لاعلى استقامة الى العمق فان القطع اذا كان على الاستقامة الى العمق فمن عادة السكين ان تدخل منحدرة الى قصاء الموضع دفعة وتقطع مع الطبقة الاولى لا الطبقة الثانية فقط لكن والطبقة الثالثة ايضا الشبيهة بالشبكة واما اذا ميل القطع وجعل اشد ورابا فانه يكون أحرز وآمن عاقبة فلتكشط الان الطبقة الاولى كلها من الطبقة الثانية السوداء وليظهر الطبقة الثانية مدمجة وفيها ثقب واحد فقط فى اجزايها القدام منه ينظر الناظر فى العين الى مثاله فى الرطوبة الجليدية كما ينظر فى المرآة فانك اذا بلغت من التشريح الى هذا الموضع امكنك ان تكشط الطبقة الثانية ايضا من الطبقة الموضوعة من وراها فاذا انت مددتها من الثقب الى فوق كما تدور فاقطع جزءها الذى يبلغ الى الإكليل كله فانها فى هذا الموضع ليس تتصل بما هو موضوع تحتها اصلا كما لا تتصل فى اجزايها الخارجة حيث هى تلتقى الطبقة الشبيهة بالقرن فاذا كشطت من قبل هذه الطبقة الثانية الى الإكليل يتبين ح الاتصال فى نفس الإكليل ويمكنك عند ذلك اذا ذكرت الرطوبة التى سالت بعد كشط الصفيحة الاخيرة من صفايح الطبقة الشبيهة بالقرن ان تبحث عن الموضع الذى كانت فيه تلك الرطوبة مجتمعة اى موضع هو تراها كانت مجتمعة فى الموضع الذى فيما بين الطبقة الاولى والطبقة الثانية وفى الموضع الذى بين الطبقة الثانية والرطوبة الشبيهة بالجليد فان الطبقة الثانية كلها فى اجزايها التى من قدام الى الإكليل تراها متبرية من الجسم الشبيه بالجليد ومن الطبقة الشبيهة بالقرن فهى فى هذا الموضع بلا عملك ولا علاجك قد تبرت وتخلصت من قبل الطبع فاما اجزاها التى من الإكليل والى موضع اتصال العصبة فهى متصلة بالطبقة الاولى بخيوط دقاق مباين بعضها لبعض وينبغى لك ان تذكر فى ضربى تشريح العين الملتزقة بالعظام انه ينبغى لك اذا انت تبعت العروق التى تتصل بالطبقة الاولى أن تلتمس تخليص العرق صحيحا لم ينقطع منه شى وإن كان يجى من خارج ما فى الطبقة الاولى الى الطبقة الثانية فان انت لم تصل الى غرضك فى اول الامر فافعل ذلك مرة ثانية وثالثة رجاء للوصول الى ذلك فى وقت ما والتمس ان تفعل ذلك فى حيوان قريب العهد بالموت لم يستفرغ دمه جملة فاذا تهيا فى بعض الاوقات ان ينفق فرس لا علة به من مرض بسبب ركض كثير فان ذلك كثيرا ما يعرض فح التمس فى ذلك الفرس أن تخلص هذه العروق فانه ان لم يكن فيها دم غابت عن البصر منزلة العروق التى فى هذا وقد تظهر للبصر مرارا كثيرة فى الرمد ظهورا بينا فان كنت ممن يجب النظر الى هذه الامور بقصد لمعاينة الافعال الطبيعية فاخنق انت حيوانا بنفسك فى بعض الاوقات إما بوهق وإما بماء وتتثبت فى تلك العروق الصغار فى اى جزء شيت من اجزاء ذلك الحيوان فان تهيا ان يكون موت ذلك الحيوان الخنق كانت العروق الصغار التى فى جميع الراس اشد امتلاء وهذه العروق كلها التى تتصل بالعين هى ما منها اعظم وفى مواضع العين انفسها اصغر ومنشاها ومجيها من العروق التى فى الدماغ وبهذا السبيل بعينه من سبل بحث العين ينبغى لك ان تحفظ العرق الذى ياتى العين مع العصبة وذلك ان هذه العصبة وحدها دون ساير العصب فيها مجرى طريق نافذ ظاهر للحس وهى مركبة من ثلثة اجزاء كتركب ساير الاعصاب الأخر والجزء الاول منها هو جرمها نفسه المتصل بالدماغ والجزء الثانى منها هو الغشاء الرقيق الملفوف عليه والجزء الثالث من خارج من بعد هذا هو الغشاء الصلب لان الغشايين الحاويين للدماغ كليهما ينبتان مع الاعصاب أما الصلب منهما فنبات ليس بخفى وأما الغشاء الرقيق فنبات خفى حتى انه مرارا كثيرة لا يظهر للبصر وإن انت قدرت ان تخلصهما جميعا من جرم العصبة رايت ان الغشاء الغليظ الصلب متصل الطبقة الاولى وان الغشاء الرقيق الذى تحته متصل بالطبقة الثانية وان الشى الذى داخل من هذا وهو جوهر العصبة نفسها ينحل ويعرض ويصير شبيها بطبقة مفروشة داخل من الطبقة الثانية واكثر ما يوآتيك هذه الاشياء إن انت شرحت الحيوان ساعة يموت وينبغى لك اذا انت فعلت ذلك ان تكشط هذه الطبقة المفروشة داخل من تلك الطبقة الثانية وتبتدى فى ذلك من اتصال العصبة فانك ترى العصبة قد صارت من العرض فى حد صارت معه جرم واحد مدمج يجرى عرضا وحده فى غاية الدقة فهذا الجرم والطبقة الحاوية له التى قلت ان جزوها الداخل منها باذنجانى اللون تتصل بالقوس لان هذا الموضع رباط لجميع ما فى العين من الطبقات وذلك ان جزوى الطبقة الاولى يتصلان ويتحدان فى هذا الموضع وكذلك جزوى الطبقة الثانية والطبقة الثالثة التى سميت الشبيهة بالشبكة فان العصبة التى انحلت يصير شكلها شكل الشبكة والغشاء ايضا الحاوى لعضلات العين من خارج يتصل بهذا الموضع على هذا المثال فان الجرم الشبيه بالحليد هو ايضا متصل متحد فى القوس بما حوله من الاجرام وينبت ايضا من الطبقة الثانية خيوط شبيهة بطاقات شعر العين المسمى أشفار وتمتد الى الرطوبة المحتواة من الطبقة الشبيهة بالشبكة وتتصل بها اتصال والتحام جيدا وتربطها مع هذه الاجرام المحيطة بها وهذه الرطوبة سميت بسبب لونها وقوام جرمها الشبيهة بالزجاج لان قوام جرمها شبيه بجرم الزجاج الذايب ولونها لون زجاج محض واما الرطوبة الشبيهة بالجليد فهى اشد بياضا من الرطوبة الزجاجية بحسب ما الجليد اشد بياضا من الزجاج وشكل هذه الرطوبة كرى خلا جزءها المقدم الحاوى للنصف من الرطوبه الجليدية والرطوبة الجليدية ايضا شكلها على مثال شكل كرة مرصوعة الى العرض ما هى ولذلك سماها قوم من اصحاب التشريح الشبية بالعدسة ازادوا بذلك ان يشبهو شكلها شكل حبة من العدس والامر المعلوم بانها اذا كانت على هذه الحال فى شكلها فلها الوسط دايرة على اعظم دوايرها وليس لها كما للكرة الخالصة دواير لا نهاية لها وبهذه الدايرة العظمى تتصل هذه الرطوبة بالإكليل وفى هذه الدايرة يبتدى غشاء رقيق يحويها من ناحية خارج وبعض الاطباء يعدون هذا الغشاء طبقة من طبقات العين وذلك لانه يحوى هذا الجرم الشبيه بالجليد ويغطيه وبسبب ما عليه هذه الطبقة من الدقة سماها قوم الشبيهة بنسيج العنكبوت وسماها قوم اخر الشبيهة بنفاخة الزبد وذلك لان النفاخات الحادثة فى الزبد انما تمتد جوهر رقيق ما هى على الريح البخارية المختفية فيها والاصوب ان تقول ان الجوهر الذى هذه صفته انا يمتد فى الرطوبة الجليدية حول اجزايها التى تلقى بها الرطوبة الشبيهة بالزجاج وأن تسمى غشاء رقيق ما كان عن الثقب الذى فى الطبقة الشبيهة بالعننة وهو الذى اذا نظرنا فى عين من يقرب منا نظرنا فيه صورتنا كما ننظر اليها فى المرآة وكذلك ايضا الرطوبة الشبيهة بالزجاج ليس السطح الذى هو نهايتها من خارج على مثل ما عليه ما هو من جوهرها فى عمقها فى كثافته وذلك ان منتاها الخارج كله تراه اشد تلززا واكتنازا من عمقها وبهذا السبب قد يظن الانسان بهذا السطح انه انما هو بمنزلة تكاثف من نفس جوهرها لا من طيبيعة اخرى مبانية لها فى جنسها كله بمنزلة الغشاء الحاوى للرطوبة الشبيهة بالجليد من اجزايها القدام فى ثقب الطبقة الشبيهة بالعنبة فى الموضع الذى ترى فيه صورة الحدقة فان الجرمين فى هذا الموضع تختلف اختلافا بينا وذلك لان الجرم الحاوى لها هو شى من انما جنس الاغشية والرطوبة نفسها شبيهة بالجبن الرطب واما جوهر الرطوبة الشبيهة بالزجاج فقوامه شبيه بقوام جبن أرطب وألين وكانه انما جمد نصف جمود فاما ما يحوى الرطوبة الشبيهة بالجليد من خلف فهو على مثال الشى الذى يسمونه اليونانيون ابيباقسس وتفسيره الجمود وقد رايناه مرارا شتى اغلظ من الشى الحاوى للرطوبة الشبيهة بالزجاج بقدر ما هو ارق من الشى الحاوى للرطوبة الشبيهة بالجليد عند الحدقة وراينا ايضا مرارا كثيرة شبيها بالجرم الناتى الذى يحتوى على نفاخه الزبد من خارجها وبهذا السبب قد يصيب من يسمى هذا طبقة شبيهة بالنفاخة ويسمى الذى من قدام غشاء رقيق شبيه بنسج العنكبوت فان الشى الذى يحتوى على النفاخة ارق من نسج العنكبوت جدا ومن اراد الاستقصاء فى الكلام فليعلم ان الشى المجلل للنفاخة ليس هو من الجواهر الثابتة المستكملة بل انما هو شى من نفس طبيعة الماء ممتد حول ريح بخارية ولعل إنسانا إن شبه تشبيها اجود قال ان السطح الخارج من الرطوبة الشبيهة بالزجاج هو على هذه الصفة واما ما قلت أنا من السطح الحاوى للرطوبة الشبيهة بالجليد من خلفها فالامر فيه على ما قلت وهذا السطح ليس يحيط بها وليس فيه الملوسة التى كانت فيما وصفنا من الطبقة الشبيهة بنسج العنكبوت التى عند الحدقة وفى سطح الرطوبة الشبيهة بالزجاج ولا فى واحد من جانبيه ولا فى الجانب الذى يلقى به الرطوبة الشبيهة بالجليد ولا فى الجانب الذى يلقى فيه الرطوبة الشبيهة بالزجاج قال حنين قال جالينوس افهم قوله هاهنا سطح لا على ما جرت به العاده فى كلام المهندسين طول وعرض بلا عمق لكن على ما جرت عاده العامة من تسميتهم سطح الشى جزوه الظاهر وذلك لانه فى كلام المهندسين بالشى ليس يمكن يتوهم له جانبين والسطح فى كلام العامة يتوهم له جانبين من طريق انه جزء من الجسم ولذلك نجد جالينوس اذا رقق كلامه قليل سمى هذا الشى الذى سماه سماه هاهنا سطح جسم وذلك فى الموضع الذى قد وصف فيه هذه العلامة ووصفها هاهنا بعينها وعلى هذا المثال تجد ايضا الطبقة الشبيهة بنسج العنكبوت انها من قدام ملساء خالصة الملوسة واما من خلف حيث تصام الرطوبة الشبيهة بالجليد فخشنة فالبحث والطلب عن هذا لجسم ما الذى ينبغى ان تظن به إن تراه أنه شى من الاغشية ام جمود ام سطح رطوبة كثيف وهو بحث وطلب عن نفس الامر وذلك ان الغشاء من جوهر صلب ولذلك قد يمكن ان تمدده تمديدا معتدلا من كل جانب من غير ان تثقبه واما الجمود الحادث على الاجسام المكتنزة فليس يحتكل ان يمدد أصلا فاما السطوح الكثيفة فانها لاتنغير عن الاجسام التى هى سطوحها الى نوع من جوهر اخر ولكن اذا كان الجسم الذى على الحدقة على الحال التى وصفت أن كان جوهره عليها قد عرفت معرفه بينة على اى الحالات هو واما الفرق بينه وبين الاجسام الأخر المحيطة بالرطوبات من خارج بعد فصار البحث والطلب الآن انما هو عن الاسم ومدلول الاسم لا عن نفس الامر متى بحثنا عن هل ينبغى ان نسمى هذا غشاء او طبقة او امتدادا كما قد سموه قوم وإن رايت أنا نحتاج ان نشرح معانى هذه الاسماء بعض الشرح قلنا ان اسم الغشاء يدل على جوهر واحد من الاجسام الأولى المشابهة الاجزاء بمنزلة اسم الحجر والخشبة والعظم والعصب واما اسم الطبقة فانه وإن كان يدل على اللباس والجلال فقد نقلوه الاطباء وصرفوه على الاجسام التى تقوم هذا المقام وتنفع هذه المنفعة والتسمية بنفسها ليس تنصرف على جوهر لكن نسبة الحاوى الى المحوى وان كان الامر كذلك فليس يدل هذا الاسم اعنى طبقة كل شى اكثر من اللباس والغطاء والجلال فالامر اذا فى تسمية جميع ما يحوى رطوبات العين من خارج وان كانت اشياء مختلفة فى جواهرها غير متشابهة طبقات لرطوبات العين تجده يجرى على صواب فيقال لجلال الرطوبة الشبيهة بالجليد الذى عند الحدقة طبقة وطبقة والرطوبة الشبيهة بالزجاج للعصبة التى عرضت وقد قلت ان هذا الجرم يقال له الطبقة الشبيهة بالشبكة وكذلك الامر فى الطبقات الأخر التى من الخارج من هذه اعنى الطبقة الاولى والطبقة الثانية اللتين بينت فى كتاب ما كان من الاختلاف بين اصحاب التشريح انه جايز لمن احب ان يعدها اثنين وان يعدها اربع فانى قد فصلت وميزت فى ذلك الكتاب اى الاشياء كان بين اصحاب التشريح الاختلاف فيها فى نفس العلم بالامور فصار احدهم يقال انه فى ذلك الاختلاف عارف بطبيعة الامر وآخر يقال انه عارف بها وانما وقع الاختلاف بينهم فيها فى الاسماء وفى مذهب التعليم فجميع ما هذا سبيله قد أتينا من ذكره فى ذلك الكتاب بما فيه كفاية واما ههنا فانى انما اقتص الاشياء التى تظهر فى التشريح واضم الى ذلك عمل التشريح فأبين اى الاعضاء كان سوء عمل التشريح سبب لان لم يعرف أصلا او لان لم يعرف على ما هو بالحقيقة فى جواهرها او لم يعرف مبلغها فى مقادير عظمها او ان كان من الاعضاء عضو لم يعرف المجرى فيه او لم يعرف خلقته او اتضاله او اتحاده او بالجملة مشاركته لما يقربه من الاعضاء ومن ذلك ما قد وجدناه فى عصرنا هذا ان من الاطباء واحدا بما كان مذهب تشريحه للعين كان يتبين لمن حضره ممن هو عنى فى معرفة التشريح ان الطبقة الشبيهة بالعنبة الغير مثقوبة وآخر قصد فى ذلك الى ان يتبين ان تجويفات القلب ثلث وآخر تبين ان الجنين خارج عن الارحام وقد وصفت قبل كيف سحر ذلك الرجل الذى بين ان فى القلب ثلاث تجويفات من حضر تشريحه واضله وسنبين فيما بعد اذا نحن صرنا الى الكلام فى عمل تشريح الاعضاء التناسل كيف اضل الرجل الذى بين ان الجنين خارج ارحام من حضر تشريحه واما ههنا فقد حان لنا ان نذكر كيف بين بعض الناس ان ليس فى شى من طبقات العين ثقب أصلا فاقول انك إن بدات من خلف فكشطت الطبقة الاولى والثانية ثم كشطت بعد الثانية الطبقة الشبيهة بالشبكة ثم أخرجت اولا الرطوبة الشبيهة بالزجاج بعدها الرطوبة الشبيهة بالجليد من غير ان تخرق الطبقة الشبيهة بنسج العنكبوت لم ير فى العين ثقب بنفسه من ينظر اليها من خلف وذلك لان الجزء المثقوب من الطبقة الشبيهة بالعنبة يتغطى ويستتر أما من خلف فبالبطبقة الشبيهة بنسج العنكبوت وأما من قدام فبالطبقة الشبيهة بالقرن الا ان من سلك هذا المسلك فى الخديعة اذا وقع فى عمله مع انسان من أهل الغبا لم ير قبل ذلك عين تشرح امكنه ان يسحره ويضله بذلك حقيقا فاما متى وقع فى عمله مع انسان قد راى تشريح العين فليس يمكنه أصلا ان يضله فقد وصفت لك الى هذه الغاية على اكثر الأمر جميع ما فى العين من الاجزاء وهذا موضع ينبغى لى ان آخذ فيه ذكر الأجفان وما يتصل بها ويشاركها من خارج وانما يصح النظر الى هذه باستقصاء بعد ان تقطع عظام الحاجبين وقبل ان تقطع هذه العظام قد ينبغى ان تحفظ مشاركة الغشاء المحيط يالقحف مع الاجفان ولذلك أنا مبتدى بالنظر من فوق من مبداء الجبهة حيث ينتهى من الراس الجرم الذى فيه الشعر فاقول انه ينبغى لك ان تجعل مبداء عملك على ما اصف لك اقطع قطعا يذهب على خط موازى للخط الذى هو حد ينتهى عنده شعر الراس واحرص على ان يكون قطعك قطعا لا ينقطع معه الغشاء المحيط بالعظم ولذلك الاجود لك ان تقطع اولا قطعا فيه عجزة ثم تمد حاشيتى الجلد الذى قطعته بصنارتين وتقطع بعد ذلك باقى جرمه كله الى الغشاء المحيط بالعظم فان فيما لين هذا الغشاء والجلد جوهر شبيه بجوهر اللحم وهذا الجوهر فى موضع الجبهة كله وله ليف ممدود فى طول البدن من فوق الى اسفل من موضع الجزء الذى ينتهى فيه الشعر الى الحاجبين وجوهر هذا الليف على مثال جوهر الليف الذى فى العضل وكذلك فعله وذلك انه اذا تقصر الى فوق الى أصله ومبداه جذب معه الجلد المتصل به ويتصل به جميع جلد الجبهة الى الحاجبين ويتصل بهذا الجلد الجلد الذى يعلو الاجفان التى هى ايضا تتحرك بإرادة الحيوان وانت ترى عيانا روية بينة ان فى بعض الاوقات ينجذب الى فوق جلدة الجبهة من اصل الشعر الى الحاجبين من غير ان يتحرك معه الاجفان وتتحرك مرارا كثيرة الاجفان وحدها بإرادة الحيوان وجلدة الجبهة ساكن وذلك من طريق ان لكل واحد من جلد الجبهة وجلد الاجفان مبداء حركة له خاصة ويمكنك ايضا فى عمل تشريح تعمله فى بدن حيوان حى ان تقطع جميع ما على الجبهة من الجلد قطعا ذاهبا فى العرض يقطع الجلد وما تحته من طبيعة العضل فانك اذا فعلت ذلك انجذب الجلد المتصل بالجبهة الى ناحية اسفل ولم يقدر بعد ذلك الحيوان الذى يقع به هذا التشريح ان يمده الى فوق وقد عرض مثل ذلك مرارا شتى من جراحات وقعت فى هذا الموضع فبلغت الى الغشاء المحيط بالقحف وفعلت مثل ذلك وذلك انها لما اندملت بقى اصحابها لا يقدرون بعد ذلك على ان يمدوا حواجبهم الى فوق وفى هذه العلة ترى الحاجب الذى فى الجانب الذى وقعت به الآفة اغلظ من الحاجب الاخر لان الجلد ينجذب وينحط اليه مع ما تحته من طبيعة العضل على ان جميع العضل انما شانه اذا قطع بالعرض أن تنجذب العضلة المقطوعة الى طرفيها فيتفرق ويتباعد أحد الجزءين اللذين قطعا عن الآخر تباعدا كثيرا فهذه العضلة عريضة رقيقة موضوعة تحت جميع جلدة الجبهة متحدة متصلة بها غاية الاتحاد والاتصال وينبغى ان تقطعها فى حيوان قد مات مع الجلد الذى يعلوها من غير ان تقطع الغشاء الموضوع تحتها كيما يستبين لك اتصاله مع الاجفان وقد راينا فى بعض الحيوانات هذا الغشاء المحيط بالعظم يجى الى ان يبلغ العضو المحدب الغضروفى الذى للجفنين ويتصل ويلتحم هناك كله خلا اليسيروجزء منه يسير وهو الجزء الذى يلى ظاهر البدن يصير شبيها بنسج العنكبوت الرقيق ويجاوز عضو الجفنين الغضروفى وكما ان جل هذا الغشاء تراه عيانا يلتحم بالجزء الغضروفى من الجفنين كذلك ترى عيانا غشاء آخر شبيها بهذا ينبت من اجزايه السفلانية من بعد الالتحام ذلك الاول ومن هذا الغشاء الاخر يتولد الجزء الاخر من الجفن فيتصل ويتحد به من ساعته الجزء الذى يخلص مما يلى ظاهر البدن من الغشاء المحيط بالعظم وهو الذى يصل ما بين الغشاء الذى على الجبهة وبين الجفن وكون الجفن انما هو من هذا الغشاء الذى كونه من الجزء العام المشترك بينه وبين الشعبة التى تنبت من العظم الذى فى الجبهة اذا هو انطوى وذلك ان هذا الغشاء اذا صار الى شفرة الجفن اعنى بقولى شفرة الجفن منتهاه انطوى هناك ايضا واذا هو تركب طاق منه على الطاق الاخر والتحم من الجانب الاسفل حتى يتحد غاية الاتحاد صار منه جوهر الاجفان الخاص بها وينبغى لك ان تستعمل هاهنا سكينا حادة ينكشط بها جميع ما على الاجفان من الجلد الى منتهاه الذى منه تنبت الاشفار اعنى بالاشفار الشعر الذى فى الاجفان كما عنيت يقولى شفر الاجفان منتهاها الذى فيه ينبت شعر الاشفار وهذا الشعر الذى فى الاجفان مركوز فى شى طبيعته أصلب من طبيعة الجلد واصحاب التشريح يسمونه الشبيه بالغضروف وهو مطل على شفر الاجفان وبعض الناس يسميه غضروفا مطلقا وهذا الغشاء المطوى الذى منه ومن الجلد يكون الجفن اذا هو صعد من موضع شفر الجفن واتصل بطرف العضلة التى تمد الجفن كله الى فوق لم يبق بعد ذلك مطويا لكن يتفرقان جزءيه اعنى طاقيه وتباعد احدهما عن الاخر فالجزء الاسفل منهما ياتى الإكليل والجزء الاعلى ياخذ نحو الحاجبين والموضع الذى فيه يفارق احد الغشاءين الاخر فهناك توهم انه بمنزلة أصل وراس جوهر الجفن الخاص به وبهذا الراس يتصل ويلتحم وتر العضلة التى تحرك الجفن التى تكون العلة التى يقال لها النفاخة فى ظهرها فمرارا كثيرة اذا كان الحيوان سمين البدن استبان الشحم وحده لكثرته عندما يكشف عنه الغشاء الذى فوقه الذى قلت انه يتحدر من الحاجبين ومرارا شتى يستبين جوهر العضلة من نتحت الشحم لقلة الشحم فهذا الشحم اذا هو زاد زايدة يخرج بها عن الطبع تولدت منه العلة التى يقال لها النفاخة وقلع هذا الشحم الزايد الذى يقال له النفاخة سهل جدا لكنه كثيرا ما يقع فيها الخطاء الذى ليس بالسير بمنزلة ما يعرض ذلك فى فصد العرق من اليد فان هذا ايضا علاج اذا جرى امره على استقامتة وصواب لم يكن منه كثر مضرة واذا جرى مجرى ردى جلب على صاحبه ثلاث آفات وذلك انه يتقطع مع العرق الاوسط من العروق التى فى المابض وهو الأكحل عصبة هناك صغيرة ويتقطع مع العرق الكبير الداخل وهو الباسليق الشريان الموضوع تحته ويتقطع مع العرق الكتفى وهو القيفال راس العضلة العصبانية قال حين هذا الموضوع يحتاج فيه الى التوقف والنظر هل ينبغى ان تكون الترجمة على ما ترجمتها أنا من اليونانى ام ينبغى ان يكون الراس العصبانى من العضلة وكذلك الامر فى قلع الشحم الزايد وهو النفاخة وذلك انك اذا مددت جلدة الجفن الى كل ناحية وقطعت الجلده والغشاء الذى تحتها فى ضربه واحده صعد الشحم وطلع من موضع القطع الشريان كما قد يخرج اذا انت ضغطته باصابعك التى قد أوردتها حول الجلدة الى العزل وتكون يدك ممتدة حول الجفن الذى تقطعها وتضبطتها وان انت اذا قطعت هذا اكثر من حد الغشاء الذى فوقه وياتى القطع على بعض الشحم لم يضر ذلك وأما انت أدخلته الحديدة ونزلت فى موضع اكثر من هذا حتى تثقب العضلة عرض من ذلك فى بعض الاوقات أن يحدث هناك ورم حار ووجع فقط ومرة ان يصلب البقية التى تبقى من الورم الحار او ان ينقطع فى القطع الاول جزء من العضلة كبير فيصير العضلة بذلك ضعيفة مهينة لا تقدر على ان تشيل الجفن وترفعه على ما ينبغى فيكون فى ذلك على الطبيب خزى وعار وعلى صاحب العضلة مضرة عظيمة فهذا كلام قد أجريتة ههنا على سبيل المجاز وإن كنت اعلم انه ليس من الاختلاس فى هذا التعلم الذى نحن فيه ولكن كان كلام ليس بمطنب كثير وكانت منفعته عظيمة جدا الآن فيما كنا قصدنا له واقول ان هذه العضلة الصغيرة تنحدر الى موضع اتصال الغشاءين اعنى الغشاء الذى ينحدر من الحاجبين والغشاء الذى يرتقى ويصعد من الإكليل ولا مانع لنا فى صفة التشريح عنما نلتمس من ايضاح الكلام فيه من ان تقول فى الجزء الواحد بعينه مرة انه مبداء طبيعة العضو الذى يلخص ذكره فى القصة ومرة انه ليس بمبداه بل منتهاه على ما جرت به عادة ايروفيلس فى استعمال الاسماء وهذا الاتصال هو راس جوهر الجفن الحقيقى لان كل ما هو من هذا الموضع والى جانب انما هو جعل للمكان ذلك فاذا انت رايت هذه الاشياء على ما وصفت لك فشق جزء الغشاء الاسفل وابتدى من الإكليل حتى تبلغ الى راس الجفن الذى ذكرته لك فانك اذا فعلت ذلك فعلا جيدا استبان لك العضل المحرك لجميع العين انه محوى فى غشاء فاذا رايت ذلك فعد ح الى الجفن فاكشفه كله كما يدور حتى تبلغ غايتيه وهما الماق الاكبر الذى عند الأنف والماق الاصغر القريب من عظم الزوج فانك اذا فعلت ذلك استبانت لك العضلة التى ترفع الجفن وتشيله ان لها راس ورباط من جنس الاغشية معلق بالعظم الذى يحوى العين الذى اليه ترتقى روس العضلات التى تحرك العين كلها وهى معلقة به برباطات من جنس الاغشية وبقدر ما عضلة الجفن وارق واصغر جدا من كل واحدة من تينك كذلك غشاها ارق واقرب من جنس الاغشية وانما تنظر الى هذه الاشياء نظرا شافيا بعد ان تقطع عظم الحاجبين وهذه العضلة وان كانت من الرقة والصغر فى حد بليغ فقد تجد ههنا عضلتين أخراتين ارق واضيف منها فى كل واحد من الماقين واحدة وليستا موضوعتين من خارج لكنهما مدفونتين فى موضع العين نفسه لا يقع عليهما البصر الا بكد وينبغى للملتمس النظر اليهما ان يقطع العظم الذى يحوى العين من اسفل ولا يقطعه كله لكن يقطع ما هو منه قريب من الماقين فان هاتين العضلتين الرفيعتين الضعيفتين تبتديان من ذلك الموضع ويصيران الى شفر الجفن الاعلى ويصير طرف كل واحدة منهما ضيقا جدا ومنفعتهما منفعة ذات قدر وان كانتا دقيقتين جدا وذلك ان كل واحدة منهما اذا جذبت الى نفسها الجزء الذى يتصل ويلتحم به من شفر الجفن الى اسفل والى جانب معا انجذب بهذا الفعل الجفن الاعلى كله الى اسفل حتى يلقى الجفن الاسفل ويماسه ويطبق العين ويغمضها لان الجفن الاسفل لا حركة له فهو بهذا السبب لا يقدر ان يفعل شيا عند انطباق العين وانفتاحها وانما يكون تغميضنا للعين وفتحنا اياها أن ينحط الجفن الاعلى فيلقى الجفن الاسفل ثم يرتفع فيتباعد عنه الا ان فتحنا العين يكون بعضلة واحدة وهى التى تنحدر الى راس الجفن واما تغميضنا لها فيكون بعضلتين تفعلان معا ومتى حدثت بواحدة من هاتين العضلتين فى وقت ما آفة صار الجفن أعوج أشتر لانه انما تجذبه الى اسفل غضلة واحدة فقط والآفة الحادثة بهما احدى آفتين إما استرخاء وإما امتداد فان استرخت العضلة التى فى الماق الاعظم ذهب الجفن الى العضلة المقبابلة لها فيرى الجفن مفروشا الى الماق الاصغر وان استرخت العضلة التى فى الماق الاصغر انجذب من الجفن الى الماق الاعظم الجزء الذى تتصل به منه فعلى هذا يجرى الامر فى اعوجاج الاجفان والتوايها عند استرخاء كل واحدة من هاتين العضلتين فاما متى تمددت واحدة منها تمددا يخرج بها عن الحال الطبيعية فالجزء المتصل بتلك العضلة الممتدة ينجذب الى العضلة نفسها واذا كان الامر على هذا فالبحق صار جميع الجزء من الجفن الذى انما هو من الغشاء المحيط بالعظم وحده حين انطوى لو انك هتكته او قطعته او شققنه لم يكن فى ذلك شى من المضار وصار متى قطعت واحدة من العضل المحرك للجفن حدث من ذلك ورم مشارك فى الوجع والتواء واسترخاء فى الجفن وفى وسط الجفن من هذا الجوهر شى كثير جدا اعنى بقولى وسط الاوسط الذى فيما بين الجزء الاعلى والاسفل من اجزاء الجفن لا الاوسط الذى فيما بين جزوه الذى يلى الماق الاعظم وجزوه الذى يلى الماق الاصغر فى طول شفر الجفن فان ذلك الغشاء المطوى هو من وسط هذا والى موضع التحام العضلة الصغرى واتصالها وعن جنبتى وسط شفر الجفن منتهى العضل الذى يجذب الجفن الى اسفل واما ما هو من هذا الموضع والى فوق اذا اخذت مصعدا الى ناحية الجفن فجميع ما هو منه بالقرب من ماقى العين ليس يماس العضلة التى تجذب الجفن الى ناحية فوق فكل ما يصعد منه فى الاجزاء العالية فهو يماس هذه العضلة من طريق أنها تتصل وتلتحم براس جوهر الجفن واما كل واحدة من العضلتين اللتين تجذبان الجفن الى ناخية اسفل فهى على خلاف هذا وذلك انها لا تبلغ الى راس الجفن ولكن لما كانت ممدودة على شفر الجفن متصلة ملتحمة به صارت تجذبه معها الى ناحية اسفل كل واحدة من جانب العين الذى هو فيه واذا كان ذلك كذلك فقد ينبغى لك انت اذا فى علاجك ما تعالج من الاجفان بالحديد من أن تعلم ان الجزء الذى يمتد الى العلو من وسط شفر الجفن ما مون لا خطر فيه الى ان يصل قال حنين ينبغى ههنا ان الى الموضع الذى يتصل به منتهى العضلة التى تفتح العين واما الاجزاء التى تكون فى مكان الجفن الذى عن جنبتى هذا الموضع الوسط الى ناحية الماقين فاعلم ان ما كان منها اقرب الى شفر الجفن فهو اشد خطرا مما هو عنه بعيد فقد اتينا من ذكر الجفن الاعلى بما فيه كفاية وبلاغ واما الجفن الاسفل فليس فيه ولا عضلة واحدة وانما الغشاء المحيط بالعظم وحده مطوى اذا هو صعد من الموضع الذى يقال له الوجنة على نحو ما وصفت انه ينحدر من الحاجب الغشاء المحيط بالقحف ويمد حتى تبلغ الى شفر الجفن ثم يرجع ايضا من هناك فينطوى على نفسه طاق على طاق ثم ينفرج ايضا بعد ذلك ويجلل العضل الى حد الإكليل فهذه اشياء تراها عيانا فى جميع الناس قبل التشريح وتراها ايضا فى تشريح الحيوانات بان تدخل فيها طاقة شعر وهذه الثقب مايلة قليلا الى الموضع الداخل ولذلك يقع البصر عليها اكثر اذا انت ميلت الماق الاصغر الى ناحية الموضع الخارج ومما ترى ايضا فى هذا الماق الاكبر الجسم الذى يقال له ذات الماق وهو لحمة عصبانية يقع البصر عليها فى جميعها قبل التشريح واما فى التشريح فانت ترى ههنا ثقب فى العظم القريب من الأنف وهذا الثقب الذى ذكرته لك ينفذ ويجوز الى الموضع الداخل من العظم وترى ايضا فى موضع العينين ثقب أخر صغار ليست على نظام بها يتصل ويتحد العروق والشريانات التى فى العين بالعروق والشريانات التى فى الدماغ فاذا انت رايت هذه الاشياء كلها فاكشف جميع الجلدة التى فى موضع الوجنة على الغشاء المحيط بالعظم ولهذه الجلدة ايضا جرم من طبيعة العضل رقيق ممدود تحتها على مثال العضلة التى فى الجبهة وهذا الجرم متحد متصل بالعضلة التى يقال لها فراش عضلى وهى التى زكرناها قبل وما تراه ايضا أن جلده الراس متصلة بالجلدة التى على الجبهة وان لها من تحتها جرم من طبيعة اللحم رقيق جدا واما جلدة الراس فتسلخ عن الغشاء المحيط بالقحف باسهل الوجوه اذا انكشف على هذه الصفة الغشاء المحيط بالقحف سهل عليك الامر جدا ايضا فى النظر الى مشاركة الغشاء المحيط بالقهف للغشاء الغليظ من غشاءى الدماغ فى دروز القحف فان الغشاء المحيط بعظم الراس انما يتصل بالغشاء الغليظ من غشاءى الدماغ بتوسط الدروز ويخرج مع الغشاء الغليظ من الدروز عروق دقاق فاما الاجزاء التى فى الوجه فعليها عضل قد ذكرناه قبل وذكرنا ايضا امر عظم الأنف فى كتاب العظام وقلنا ان فى طرفه الموضعين اللذين يقال لهما الورقتين وهما جرمتين من جنس الغضاريف وذكرنا ايضا العضل الذى يحركهما فى الموضع الذى ذكرنا فيه تشريح العضل فى المقالة الرابعة واذ كنا قد فرغنا من ذكر هذه الاشياء فقد حان لنا ان ناخذ فى ذكر اللسان فنقول ان جرم اللسان لحم رخو اشد بياضا واقل دما من لحم العضل ويتصل باللسان عضل بسبب الحركة الإرادية وانت تقدر ان ترخى هذا العضل والحيوان حى بعد وتجعله كله عديم الحركة فى جانبى اللسان كليهما بان تقطع عصبتى الزوج السابع من ازواج العصب النابت من الدماغ وممرها بين العضلتين اللتين تاتيان اللسان الى جانب الاجزاء الرقيقة من الخد الاسفل حيث الاضراس موضوعة وطريقهما فى موضع اسفل من اللحى وكما امرتك فى جميع اعمال التشريح التى تعالج فى ابدان الحيوان ان تكون تتعرف اولا طبايع الاعضاء ومواضعها فى بدن حيوان قد مات كذلك آمرك ههنا ايضا أن تفعل ومن حضرنى ورانى وأنا اكشف عن العصبة الصلبة من عصب اللسان والحيوان حى فى ضربة واحدة من السكين فهو يقدر أن يتمثل بعد أن يكون قد حفظ فى ذكره الموضع الذى يقطع اى موضع هو فاما من كان انما يتعلم ذلك ويتعرفه من قولى وصفتى فينبغى له اولا ان يروض نفسه فى بدن حيوان قد مات حتى يكشف فيه عن عصب اللسان الذى به يكون حركة عضلاته فان فيه اعصاب أخر تاتيه مارة فى عمق اللحى الاسفل وهى ألين كثيرا من الاعصاب التى تنقسم عضلاته فان العصب الذى ياتى عضل اللسان يكاد ان يكون اصلب من جميع الاعصاب النابتة من الدماغ ومره فى مجيه الى جانب العضلة الخاصية باللحى الاسفل وهى العضلة التى يسميها بعض اصحاب التشريح عصبانية الوسط لان هذه العضلة دون ساير العضل كله لها وسط عصبانى وجانبين لحميين وروس هذا العضل فى ابدان القرود ضيقة وكانها الى الاستدارة ما هى اكثر منها الى غير الاستدارة ولها ايضا شى من طبيعة الرباط اسفل من أصل الأذنين ووسطهن كلهن عديم اللحم فى الغاية وبين وسطهن وبين الرباط وبين الاجزاء الأخر التى هى وحدها خلوة من اللحم وان كانت هذه فى مثالها من عدم اللحم بون وفرق ويسير وذلك انك ترى وسطهن أصلب من الاوتار وألين من الرباطات وهاتان العضلتان وهما فى كل واحد من الجانبين واحدة يمتد كل واحدة منهما الى طرف اللحى الاسفل حيث الموضع الذى يقال له الذقن فى ابدان الناس ويتصل ولتحم آخرهما بنفس طبيعة عظم الذقن خاصة فيجب من ذلك ان يكون اذا صارت حال كل واحدة من العضلتين هذه الحال أن يلتزق طرفيهما واحد رالاخر ويصل ويربطهما ايضا ليف هناك بالعرض يمتد من واحدة الى اخرى واما فى الحيوانات الأخر فان العضل الذى يجذب من اللحى الاسفل لا يبلغ الى منتهاه لكن ينتهى وينقضى قبل ان يبلغ الى ذلك الموضع بكثير وذلك لان جميع الحيوانات الأخر لها لحى أطول من لحى الإنسان والقرد وكلما كان اللحى أكبر كان ما يبقى منه لا يتصل به هذه العضلة جزء اعظم وراس هذه العضلة ليس هو فى موضع واحد بعينه من ابدان جميع الحيوانات كما سنصف ذلك فى تشريحها واما الشى الذى هو فى جميعها مشترك عام وهو الذى ينتفع به فى هذا الكلام الحاضر فقد وصفناه قبل وانا واصفه ههنا فاقول ان من بعد هذه العضلة وضع عصبة عضل اللسان وينبغى لك ان تكشف عنه الجلد والفراش العضلى وحيث ما رايته بينا ظاهرا جدا فى بدن حيوان قد مات فينبغى لك ان تجعل ذهنك فى ذلك الموضع وتحفظه فى ذكرك حتى تقطع وتكشف عنه فى بدن حيوان حى فى ذلك الموضع بعينه وهذا الموضع هو حيث مبداء كون الجزء من اللحى الاسفل الذى يرتقى الى ناحية مفصله فان انت كشفت عن العصبة الصلبة من عصب اللسان فى هذا الموضع بعينه وهى فى كل واحد من جانبى اللسان واحدة ثم شددتها برباط او قطعتها سلبت اللسان كله الحركة ولم تسلبه الحس وذلك لان العصبة اللينة التى تمر بعظم اللحى الاسفل وتاتى اللسان هى التى تحدر اليه من الماغ حس المذاق من غير ان تنقسم فى عضلة واحدة او فى جوهره بل انما تنقسم فى الطبقة التى تحوى جميعه من خارج وهذه الطبقة متصلة مندمجة مع الطبقة التى تجلل تجويف الفم كله جميعها قطعة واحدة الى الحلق اعنى بقولى حلق الموضع الداخل من الفم الذى يصعد ويفضى اليه راس المرى وراس الحنجرة وهذه الطبقة بعينها تنحدر فى المرى وفى قصبة الرية مدمجة ومتصلة قطعة واحدة مختلفة الاجزاء لان جوهرها غير مختلف وانما تختلف فى مقادير غلظها ورقتها وذلك انها لا تزال تزيد غلظا ما دامت وتنحدر فى المرى الى المعدة واذا صارت المعدة كانت هناك اغلظ لان الطبقة الداخلة من طبقات المعدة هى هذه الطبقة المدمجة المتصلة مع الطبقة التى فى دخل الفم وكما ان هذه الطبقة تصير ههنا اغلظ مما كانت كذلك ترق اولا فاولا مادامت تنحدر فى الحلق الى قصبة الرية ولا خفاء عليك بان الذى فيما بين الحلق وبين قصبة الرية هى الحنجرة وفى الحنجرة تمر هذه الطبقة منحدرة الى قصبة الرية والامر فيها على ما وصفت من انها تعم وتشمل هذه الاعضاء كلها اعنى اللسان والفم كله والغلصمة والحلق والحنجرة وقصبة الرية والمرى والمعدة والاجود بسبب وضع هذه الطبقة أن تقطع اللحى الاسفل جملة من موضع الاتضال باللحى الاعلى وتقطع اتصاله الذى فى موضع الذقن وهذا الاتصال فى ابدان القرود عسر الانحلال حتى انك تراه كانه عظم واحد ليس فيه ولا وصل واحد يقع عليه الحس المهم الا ان تطبخه حتى يتهرى ثم تفكه قسرا واما فى ساير الحيوانات فانحلال اتصاله فى بعضها اقل سهولة منه فى بعض وذلك انه فى ابدان الكلاب ينحل سريع جدا فاذا انحل اتصال اللحى فى الذقن فينبغى لك ان تقطع جميع مايصل بينه وبين اللسان حتى لايبقى مربوط معه شى ثم تذهب بكل واحد من جزوى اللحى وتميله بشدة وعنف الى ناحية الموضع الخارج حتى ينفرج ويتفرق كثيرا وسيتبين الموضع الذى فى داخل الفم وينكشف للبصر فانك بهذا العمل تقدر ان تنظر الى الطبقة الممدودة داخلا من الاجزاء التى فى الفم كلها التى ذكرناها وتتحقق انها مدمجة قطعة واحدة فى هذه الاجزاء كلها وانها ممدودة على الاجزاء العليا من اللسان الى موضع اتصله باللحى ثم انها ترتقى من ههنا الى المواضع المشرفة من الفم فتجلل هذه الطبقة تلك المواضع كلها وترى ايضا كيف تمتد على الموضع الغاير الذى بعد الفم فى الموضع الداخل منه الذى هو اضيق من الفم بكثير وهو فى مثال الشى الذى يسمونه اليونانيون ايستموس يعنون بذلك أرضا فيما بين بحرين ومن اجل ذلك قد سموا قوم هذا الموضع بهذا الاسم وسموا بهذا السبب جنبتيه وهى النغانغ باسم مشتق من هذا الاسم وهو بارستميا وقوم اخر لم يسموا بهذا الاسم جانبى الحلق لكن الاورام الحادثة فيهما كما ان قوما اخر يسمون ذوات الحلق اللحمتين الرخوتين اللتين فى راس تجويف الحلق وقوم اخر سموا بهذا الاسم الورم الحادث فيهما وانت تقدر ان تنظر الى هذه و اللسان لاصق متصل باللحى بعد ان تقطع اللحى اولا فى موضع الذقن وتباعد كل واحد من جزويه الى جانب فاما الاجزاء التى فى الحلق فليس تقدر ان تنظر اليها نظرا شافيا دون ان تقطع اللسان من اللحى فان انت قطعت وأبنت جزوى اللحى الى ناحية المفصل الفارق أو قطعته او قلعته أصلا فانك ترى جميع ما فى الحلق من الاجزاء فان ههنا الغلصمة وبعدها فمى الطريقين المتشعبين من الطريق الذى ذكرناه وهو الذى بسمونه أهل التشريح باسم تفسيره الحلق وذلك انه يرتقى الى راس المرى وراس الحنجرة وان احببت ان تتفقد روس عضل اللسان فابتدى بالتشريح من خارج اولا وان احببت ان تتفقد جميع مشاركة الطبقة المحيطة باللسان فتحتاج ان تشرح الحنجرة والمرى الى العمق واما ههنا فاذا انت نظرت كيف تمتد الطبقة المشتركة لجميع الفم على الغلصمة وعلى الحلق ورايت ان هذه الطبقة تبلغ الى راس المرى والى الراس الحنجرة فدع هذه المواضع فانك تقدر أن ترجع اليها وتعاودها مرة اخرى بان تنظر الى جميع ما للسان مما لم تره قبل واما ما هو خارج عن الفم حيث العظم الذى يسمى الشبيه باللام فى كتاب اليونانييون وهو هذا فانه يشارك اللسان بالعضل ويشارك ايضا الراس فى بعض الحيوانات بمنزلة ما هو فى القرود فان فى هذا الحيوان يرتقى الى ناحية اللسان من كل واحد من الجانبين عضلة منشاها من عظم الراس الى جانب الزايدة التى يسميها ايروفيلس الشبيهة بالمنارة واما انت فان هربت من ان تدعوه هذا الاسم فتسمى هذه الزايدة الشبيهة بالمسلة او الشبيهة بالإبرة فهذا هو مبداء كل واحدة من العضلتين اللتين خارج الحلق ومجيها من جانب من حيث العضلة الخاصية باللحى الاسفل التى قلت انها تسمى العصبانية الوسط فانت ترى روية بينة ظاهرة هذه العضلة التى تبتدى من قاعدة الزايدة الشبيهة بالمسلة تتصل وتلتحم باللسان اذا انت كشطت اولا العضلة التى بالعرض والعضلة الموربة فان عضلات اللسان كلها إن اردت ان تشرحها على حدتها فى بدن حيوان قد مات على ما اصف لك فاقول انه ينبغى أن تكشف اولا الجلد الذى حول الرقبة وحول الاجزاء السفلانية من اللحى ثم تكشف بعد ذلك العضلة التى يقال لها الفراش العضلى واذا انت تقدمت فنظرت الى هذه العضلة امكنك ان تكشطها مع الجلد واذا انت كشطت هذه ظهرت لك العضلة الخاصية باللحى التى هى عصبانية الوسط ويظهر لك معها اولا العضلة التى فى اللسان وهى العضلة الذاهبة فى العرض ان شيت ان تسميها عضلة واحدة طاقين وان شيت ان تسميها عضلتين مقتربتين متحدتين وإن مبداهما خط مستقيم ممدود على وسط اللسان وطرفا هذا الخط من الجانبين أما عند اللحى فراس الذقن وأما عند العنق فراس العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانييون فان منبت هذه العضلة الطاقين التى ذكرناها ومنشاها انما يكون من هذا الراس وعسى الافضل أن يطن بهذه العضلة انها عضلتان لجميعهما موضع عام تتصلان عنده وهو الخط الوسط من اللسان الممدود من راس العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين الى وسط اللحى فإنهما تتصلان وتلتحمان فى جميع طوله وتضامان فى هذا الموضع عضلتيه الخاصيتين به وهما العصانيتين الوسط ثم صر الى العضلة المربة التى منشاها ومنبتها فى القرود من الضلع المنخفض من اضلاع العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين فى كل واحد من جانبين واحدة واما فى ساير الحيوانات الأخر كلها فهى فى اكثر الامر تنبت من راس العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين من جانبيه ومن الجرم المضام لهذا الذى هو منهى لذلك الذى يدعمه ويقوم به فى كل واحد من الجانبين واحد وهذا ايضا هو فى خمسة اجناس الحيوان الباقية الخارجة عن جنس القرد مختلف غير متشابه فان القرد ليس له أصلا هذين الدعامين كما ليس للإنسان ايضا لكن بدلهما رباطين فى كل واحد من الجانبين واحد يقرنان منتهى الزايدة الشبيهة بالمسلة بعينها بالضلع المشرف من اضلاع العظم الشبيه باللام وهو ضلع دقيق غضروفى فهذه العضلة الموربة التى قصدنا لذكرها ههنا تبتدى على ما وصفنا قبل من عظم الراس وتصير الى جانب اللسان فان انت شرحتها مع العضلة الموربة التى ذكرناها نظرت ح الى العصبة الاخرى من عصبتى اللسان التى هى عصبة لينة وهى فى كل واحد من الجانبين واحدة تنقسم فى طبقته الخارجة وكل لسان حيوان من حيوانات الستة اجناس التى ميزناها قبل فله زوجين العضل اللذين ذكرناهما اعنى الزوج الذى يرتقى من اسفل وهما العضلتان اللتان كانهما جنبتان وزوج العضلتين الموربتين اللتين من العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين وليس منشاهما فى جميع الحيوانات من مبداء واحد وستعلم فيما يستانف من هذا الكلام اى شى هو منبت هذا العضل ومنشاه الذى ينبغى ان نجعله راسه فى كل واحد من هذه الستة الاجناس من الحيوان التى ذكرناها قبل والزوج الذى ذكرناه ايضا قبل وهما العضلتان الذاهبتان فى العرض طبيعتهما ومنشاهما فى هذه الستة الاجناس طبيعة واحدة ومنشاء واحد وقد بقى علينا زوج اخر واحد فى جميع الحيوانات منشاه من راس العظم الشبيه باللام ومصيره الى الذقن حيث رباط اللسان الذى ساذكره بعد قليل وهاتان العضلتان فى حيوانات كثيرة إنهما عضلة واحدة طاقين والخط الذى يحدهما ويفرز جوهرهما من غيره هو اتحاد العضلتين اللتين فى العرض اللتين ذكرناهما قبل فان هذا هو ايضا وسط جملة اللسان الذى هو كله متصل متحد الا انه يستحق أن يقال انه طاقين من قبل ان جميع ما يوجد ويرى فى جانبه الايمن قد تجده وتراه ايضا فى جانبه الايسر وهذا الزوج من العضل ممدود على طول اللسان وكان عضلتيه اشد استدارة وأقرب الى طبيعة اللحم بكلتهما بخلاف ما عليه العضلتين اللتين مما يلى ظاهره وهما اللتان قلت انهما تريان وتوجدان اولتين فان فى اكثر الامر تريان هاتين بخلاف تينك لان الليف الذاهب فى العرض وضعه خلاف وضع الليف الذاهب فى الطول ورقة العضل وعرضه خلاف استدارته وتخنه غير ان العضل الذاهب فى العرض يشارك العضل الذاهب فى الطول فى الخط الوسط الذى ذكرناه قبل من جملة اللسان والامر فى هذا العضل على ما وصفت من انه يظهر قبل الجميع ثم يظهر بعد ذلك على المكان العضل الذاهب فى الطول والمورب الذى منشاه غير منشاه هذا فى الحيوانات الأخر واما فى القرود فحال طبيعة هذا العضل الحال التى اصفها على هذا المثال قال حنين ضع ذهنك فيما يقول فانه يسمى ههنا العضل الذاهب فى العرض من العضل الذى له ليف يجرى عرضا العضل الذاهب فى الطول من العضل الذى ليفه ييجرى طولا وكذلك العضل المورب والعضل المجنب فاقول انه يخرج من الضلع المنخفض من اضلاع العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين وهو اعرض من الضلع الذى ارفع منه واقرب من طبيعة العظم شعبة لحمية تنبت منها عضلة جزء منها يتصل ويلتحم باللحى والجزء الاخر منها ينضم اليه شعبة اخرى مدمجة من الطرف الاعلى الذى فوق من اطراف الخط الوسط من خطوط العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين من جانب ويجى الى اللسان وبعد هذا الزوج من ازواج العضل زوج اخر وهما العضلتان المجنبتان اللتان تاتيان من الراس فيكون كلها اربعة ازاوج اذا انت عددت معها زوج العضلتين الذاهبتين فى العرض فان انت لم تعده معها زوج صارت ثلثة ازاوج واذا شرحت هاتين العضلتين اللتين ذكرناهما رايت زوجين اخرين من ازواج العضل ممدودين الى جانب الزوج الوسط طاقين متحدين بعض ببعض وان انت شرحت هذين ثم صرت الى اصل اللسان وتفقدت من اين منبتهما لم تظن بهما انهما عضل لكن تظن انهما اجزاء اللسان فانك لا تستطيع ان تجد جزء ما ينبت منه اللسان كمثل ما يكون لكل واحدة من العضل راس ينبت إما من عظم وإما لا محالة من جوهر ما ثابت متمكن لكن اذا انت كشطت عنه هذا العضل كله الذى ذكرناه ههنا لم يبق الا الطبقة المجللة له وحدها التى تصل بنفسها ما بين اللسان وبين ما يقرب منه من الاجسام التى هذه الطبقة متصلة بها وان انت قطعتها استبان لك مجرى الحلق الذى اليه كما قلت تصير من بعد وأما الساعة فلتكن عنايتك ان تتثبت اولا فى اللسان اذا كشطت عضله كيف هو رخو وما فيه من الدم مقدار يسير وجزوه الذى فى الفم أما من فوق فتستبين وترى كله وأما من اسفل فليس ترى كله بل انما ترى منه ما هو خارج عن رباطه مع اللحى الذى يكون فى الطبقة الخارجة منه وهذا الرباط قد يمتد مرارا كثيرة تمددا كثيرا ولا يدع اللسان يتحرك حركات مختلفة فيضطرنا الامر بهذا السبب الى قطع الرباط وإطلاق اللسان من بعد كيما اذا أنطق يمكنه ان يمتد ويبلغ الى اعلى الحنك والى جانبى الفم وتجد عن جنبتى هذا الرباط افواه عروق وتسمى ساكبة اللعاب ويمكن فى لسان الثوران يدخل فى الواحد من هذه الافواه ميل غليظ واما فى ألسن الحيوانات الصغار الابدان فيحتاج فى ذلك الى ميل دقيق ومبداء هذه العروق فى اصل اللسان حيث اللحم الرخو الذى للسان لان منشاء هذه العروق ومن ذلك الموضع ومنظر هذه العروق منظر عروق ضوارب وهى الشريانات ومرارا كثيرة اذا انت رايت شريان اللسان الذى فى هذا الموضع ظننت انك انما ترى هذه العروق وهذا على ان جرم هذه العروق طبقة واحدة ولكن ان انت وجدت اولا منتهاها الاول الذى من خارج عن جانبى الرباط فأدخل فيها ميلا دقيقا طويلا إما ميل خشب وإما ميل نحاس واتبع الميل وامض فى اثره الى ان تبلغ الى اللحم الرخو الذى ذكرته لك وأما ان انت احببت ان تجعل مبداك وتانيه من اللحم الرخو الذى ذكرته لك الموضوع فى اللسان ففرق بين ذلك اللحم وبين الغشاء المحيط بكل لحمة منه وانظر الى اصول تلك العروق التى تسكب اللعاب ومنشاها ذلك اللحم الرخو وهى بالحقيقة على مثال اصول كثيرة دقاق ينضم بعضها الى بعض ويتولد منها اصول أخر اعظم من الاصول الاولة فان انت فتشت وثبت أمر هذا اللحم الرخو تبين عناية وتفقد رايت انه يتولد من تلك الاصول الصغار اصلين عظمين واذا هما اجتمعا وضام احدهما الآخر صار منهما واحد بمنزلة ساق شجرة فرد منشاه واحد عن كل واحد من جانبى اللسان ساق واحد والعرق المسمى ساكب اللعاب فى كل واحد منهما على وصفت له اصلين عظمين وترى هذا اللحم الرخو الذى ذكرناه يتصل ويلتحم به عرق وشريان معا وهذا امر ينبغى ان تكون له ذكرا فى جميع اللحم الرخو الذى خلق لتولد رطوبة ما ينتفع بها الحيوان فانه امر يشمله كله عامة وطبيعة هذا اللحم الرخو ايضا الذى جعل لتولد الرطوبة غير طبيعة اللحم الرخو الذى جعل سندا ودعامة للعروق فى مواضع تقسمها وساصفه لك فيما بعد ايضا واما ههنا فينبغى ان تجعل فطنتك فى ان اللسان فيه شريانات اذا قستها الى مقداره وجدتها اعظم مما يستحق بكثير وفيه ايضا عروق عظام الا ان شرياناته على ما وصفت اعظم مما يستحق مقداره بكثير وفيه ايضا اعصاب لينة مقدارها ايضا اعظم مما يستحق مقدار الطبقة المجللة له التى فيها تنقسم بكثير فان هذه الاعصاب انما تنقسم فى الطبقة المحيطة باللسان وحدها من غير ان ترتقى الى الاجزاء المرتفعة من اجزاء الفم ولتلك الاجزاء ايضا اعصاب صغار جدا تاتيها خاصة لا من اصل العصب الذى ياتى الطبقة المحيطة باللسان بعينه وهذا العصب اللين مقداره يفضل على مقدارما تستحق الطبقة المحيطة باللسان فضلا كثيرا جدا واما جرم اللسان نفسه خاصه ففيه عصب صغار جدآ يبلغ من صغره ان يخفى عن جميع اصحاب التشريح فلا يعرفونه وعصب اللسان ايضا هذا الصغار انما يتصل ويلتحم بأصله فقط وينقسم فى ذلك الموضع بعينه من غير ان يمتد الى قدام بحسب ما يظهر للحس وساذكره ايضا فى صفة تشريح العصب النابت من الدماغ واما الان فاذ قد نظرت الى جميع ما فى اللسان نظرا شافيا فاستبقى المرى والحنجرة والحلقوم واقلع ما حولها من الاجزاء ثم اقطع الصدر بالطول من فوق الى اسفل وليكن قطعك اياه يجرى على الاجزاء الغضروفية منه على ما وصفت لك فى تشريح اعضاء التنفس ثم اقطعه بعد ذلك قطعا يجرى بالعرض وفرق بين الغضروف الشبيه بالسيف وبين ما يتصل به من الاعضاء ثم من بعد هذا اقلب القص الى فوق فانك بهذا تقدر ان تنظر الى مشاركة الطبقة المجللة للسان للطبقة المجللة للحنجرة ولقصبة الرية من داخل فان هذه الطبقة تنحدر فى الحنجرة وهى لينة وتجوز فيها من داخل وتجلل جوف قصبة الرية وهى الحلقوم ولا تزال تنقسم مع اقسام القصبة حتى تبلغ الى اقاصى الرية وكما انها لا تزال تزداد رقة فاولا فاولا فيكون كل جزء منها ارق من الجزء الذى قبله كذلك تراها فى جميع المرى والى ان تبلغ المعدة لا تزال تغلظ اولا فاولا فيكون كل جزء منها اغلظ من الجزء الذى قبله واذا صارت الى المعدة ايضا لا تزال دايما من فمها والى قعرها تزداد غلظا وتنظر الى ليفها يجرى فى اكثر الامر ممدودا كله من فوق الى اسفل كما ان الطبقة التى تحويها من خارج فيها ليف يجرى بالعرض على استدارتها وهذه الطبقة التى من خارج وهى اول شى يلقاك فى التشريح اقرب من طبيعة اللحم وأما الطبقة التى من داخل فهى اقل قربا من طبيعة اللحم لانها كان الدم فيها قليل ولانها اصلب والطبقة الخارجة الدم فيها اكثر وهى ألين وجوهرها قريب جدا من جوهر العضلة وترى راسها الذى من فوق منشاه من الراس من الاجزاء القدام من الدرز الذى فى الاجزاء السفلانية من اجزاء القحف وهو الدرز الذى يمر عرضنا ويجمع بين طرفى الدرز الشبيه باللام فى كتاب اليونانيين اعنى الطرفين اللذين منهما يخرج عصب الزوج السادس من ازواج العصب النابت فى الدماغ ومن بعد منشاها هذا تضام الحنجرة فى اجزاها القدام ويتصل ويلتحم بها ليف العضل الذى هو متحد بعض ببعض على الخط الوسط الذى يقسم المرى بنصفين من خلف فان هذا العضل انما يضام المرى فى هذا الموضع فاما فى الاجزاء القدام فاته يضام جنبتى الغضروف العظيم من غضاريف الحنجرة وهو الذى من قدام ويسمى الشبيه بالترس وقد ظن قوم ان هذا العضل اجزاء من المرى فلم يستقصوا البحث عن جوهره الخاص وقالوا فى جملة المرى انه عضلة وستعلم اذا صرت الى صفة تشريح الحنجرة من امر العضل الذى يضم المرى الى الغضروف الشبيه بالترس ويقرنه معه انه عضل بالحقيقة وما فعله واما ههنا فاجعل فطنتك فى هذا الذى اقوله لك وهو ان كل واحدة من طبقتى المرى والمعدة معا فان طبقتى هذا هما طبقتا تلك باعيانها متحدة فى نفسها متصلة مدمجة قطعة واحدة ومجرى الليف ايضا فى المرى وفى المعدة مجرى واحد بعينه وذلك ان الطبقة التى من خارج ليفها يجرى عرضا فى كلها كما ان الطبقة الداخلة ليفها ممدود بالطول من فوق الى اسفل وليس للمعدة ولا للمرى جوهر اخر خلا هاتين الطبقتين واذا نظرت فيما وضعوه اصحاب التشريح من الاسماء ظننت انهم قد اجادوا فى تسميتهم الطبقة التى خارج اللسان طبقة وان كانت ملتزقة بالطبقة التى داخل هذه الاعضاء مدمجة معها واما اذا صارت هذه بعينها فى داخل المرى والمعدة فانك لا تظن بهم ح انهم اصابوا فى تسميتهم اياها لان معشر اليونانيين انما جرت عادتنا فى صرف هذا الاسم اعنى طبقة على اعلى الاجرام التى تحوى وتغطى اجراما من خارج فاما من سمى شيا من الاجزاء التى فى الداخل العضو طبقة فانه قد صرف هذا الاسم على غير ما من عادة اهل هذا اللسان اعنى اليونانى أن يصرفونه وكذلك ايضا الامر فى العينين اذا انت نظرت فى تسميتهم الأجرام التى تحتوى على رطوبات العين وهى لها بمنزلة الأقبية وجدتهم قد اجادوا فى تسميتهم اياها طبقات واما اذا انت نظرت فى المرى والمعدة فانك تجد الامر ليس كذلك ولا فى الامعاء والمثانة والأرحام وذلك ان جوهر هذه الاعضاء ليس ايضا شى اكثر من طبقاتها حاجب واقية لما يجتمع فى تجويفها واذا كان الامر على هذا فغير هاولاء أجود فعلا وأصوب رايا اذ سموا ما كان هذا سبيله من الاعضاء صفايح وفيما قلناه من امر الاسماء مقنع وبلاغ فانه ينبغى لك ان تكون ذاكرا لما قلته لك ومن انه ينبغى لك ان تستخف بها ولا تلتفت اليها وتتبع فى ذلك افلاطون واعلم ان قلة الاكتراث بامر الاسماء غير قلة الاكتراث بالشرح والتعبير فإنى انا ليس اشير عليك بان تتوانى عن الشرح والتعبير وتستخف به كما لا يشير عليك بذلك افلاطون الذى بين بالفعل كم مقدار ما بلغت عنايته بجودة الشرح وحسن التعبير لكنى اشير عليك ان تستعمل الاسماء على سبيل ما جرت عادة الناس فى استعمالها من غير ان تبحث عن الاسم هل وضع حقيقى ام غير حقيقى وتحرص على ان تولف الاسماء تاليفا يكون غرضك فيه تعلم من تخاطبه بأوضح ما يكون ذلك الشى الذى كلامك فيه وأنا ايضا فاعل ذلك وتابع عادة اصحاب التشريح وان كانت قد جرت بغير ما جرت به العادة العوام فاقول ان اللامعاء ايضا طبقتين الا ان ليفهما يجرى فى العرض واما الارحام فطبقة واحدة وكذلك المثانة فاما من ظن بان لهذه الاعضاء طبقتين وان للمعدة والامعاء الثلث طبقات فانما غلطوا كما قلت من قبل ان الصفاق ملفوف عليها كلها الا ان هذا الصفاق مدمج من خارج جميع ما أسفل الحجاب من الاعضاء ولتكن نيتك فى كل واحد من هذه الاعضاء واستقصاك النظر اليه بعد ان تكشف عن جوهر الخاص ما يجلله ويغطيه من الصفاق وقد اطنبت فى ذكر هذا الباب باكثر ما يستحق هذا المعنى الذى قصدنا له وذلك لمشاكلة الكلام فاما الطبقة الملفوفة على المرى من خارج فليكن عنايتك بامرها فى حيوان قد مات أن تقطعها وحدها من غير ان تقطع معها الطبقة الداخلة ثم التمس بعد ذلك ان تقطعها فى حيوان حى قطعا يجرى بالطول من فوق الى اسفل كيما تقطع جميع ليفها واذا انت فعلت ذلك فانظر أيستطيع الحيوان ان يزدرد ام لا ويحتاج فى ذلك الى ان يكون الحيوان قبل تشريحه جايع عطشان كيما وان كانت به جراحة التشريح لكنه يكون جوعه وعطشه يتوق نفسه الى ان بعتلف او يشرب على انه فى اول الامر لا يفعل ولا واحد من الامرين ولكن اذا اجتمعت جراحته برباط رايته يتناول العلف ويشرب وتراه اذا فعل ذلك يزدرد وفى ذلك دليل تعلم به ان فعل الازدراد دايما يتم ويكون بالجزء الداخل من جزءى المرى وقد يمكنك ان تسمى هذا الجزء ان شيت صفيحة وان شيت طبقة وقد تبين لك هذا ايضا تبينا اكثر بذهاب الحنجرة الى ناحية فوق والى ناحية اسفل على ما يكون ذلك فى وقت ازدراد المزدرد وانا ذاكر لك ذلك فى تشريح الحنجرة تمت المقالة العاشرة من كتاب عمل التشريح لجالينوس ترجمه حنين ابن اسحق والحمد لله وحده حق حمده والصلوة على نبيه وآله وصحبه اجمعين PageV01P08 2
[book 11]
صفحه ۸۳