للبابوشكا
خلف كاونتر المعاطف، ثم عرضت بطاقتي القديمة على حارس مسلح في كشك زجاجي. وقعت باسمي في دفتر وأضفت الوقت. على رأس سلم حجري وتحت السقف المقبب بحر من الكبائن الخشبية. سجلت الكتب التي أريدها في رق من الكرتون أعطيته للموظف المختص فوضعه في علبة معدنية أطلقها داخل أنبوب إلى أعماق المكتبة. مضيت إلى إحدى قاعات المطالعة فوق بساط أخضر بال. انتقلت إلى الغرفة المخصصة للتدخين. بعد ساعة من الانتظار تسلمت الكتب التي طلبتها. غادرت المكتبة ومشيت على غير هدى. وقفت أمام مطعم
صوفيا
في طابور طويل. وكان النوادل يخرجون ليتصيدوا الأجانب ويصحبوهم إلى الداخل. أشار لي أحدهم بالدخول فاحتج روسيان أمامي. ثم دعاني واحد آخر فتبعته. لحق بنا النادل الأول وأراد أن يتولاني وأوشك الاثنان أن يتشاجرا. أكلت
سوليانكا
باللحم وسلاطة خضار بالمايونيز. تسللت الفودكا إلى معدتي فدبت الحرارة في جسدي كله. ركبت الترام. وقفت إلى جانب امرأة عند عداد النقود. كانت أربعينية ذات وجه لطيف رغم امتلائه بالأصباغ. كانت تمسك بمظلة صغيرة مطوية. فكرت أنها عائدة من نزهة يوم أحد محبطة. تحركنا إلى الداخل. شعرت بمؤخرتها خلفي فداعبتها بمؤخرتي؛ بادلتني الضغط. نزلت عند سينما
ألماز . فيلم مصري: «الحب المحرم».
مديحة يسري
و
شكري سرحان . زحام هائل. تابع المتفرجون في اهتمام مشكلة امرأة في الأربعين تستيقظ مشاعرها بعد طول إهمال. لكن الضحك لم ينقطع في المواقف الميلودرامية الساذجة. وكانوا لا يزالون يضحكون عندما انتهى العرض.
صفحه نامشخص