سفابودنا (خاليين). رد بالإيجاب. جلسنا وسألني
حميد : ماذا نشرب؟ قلت: أنت القائد. مضى إلى البار وأحسست بالفتاة تتأملني. تطلعت حولي إلى مائدة قريبة جلست إليها ثلاث فتيات؛ واحدة قبيحة، والثانية بظهرها لي، والثالثة متوسطة الجمال. اقترب شابان منهن، ووقفا يتحدثان إليهن فيما يشبه الدعوة والفتيات يضحكن ويرفضن. عاد
حميد
بكأسين طويلتين عبارة عن خليط من الجن والفودكا والكونياك وفي القاع حبات من الكرز وقطعة من الكمثرى. جلسنا نحتسي بالشفاطة السائل المثلج. كانت جارتنا صغيرة السن متوسطة الجمال أنيقة وملابسها قصيرة، والفتى يرتدي كرافتة ملونة فوق قميص جديد برزت أكمامه خارج السترة تحليها زراير زجاجية كبيرة في لون بيج. وكان يتحدث واضعا يده على خده والحديث بينهما متقطع. وسمعتها تقول له بدلال:
يا ني ماجو (لا أستطيع). انطلقت الألعاب النارية في السماء خلف الفتاة فاستدارت بكرسيها الدائري بحيث أصبح فخذاها أمامي وجعلت تتأمل السماء من خلال لوح الزجاج. ولحظت أنها تتأمل نفسها في الزجاج أكثر من السماء. جاءت عجوز بدينة في ملابس العاملات وجذبت الستائر فوق الزجاج قائلة بغضب: غير مسموح. قلت لها إننا نريد أن نتفرج. قالت: تفرج في منزلك أو في الشارع أما هنا فلا. انتهزت جارتنا الفرصة لتجاذبنا الحديث مبدية ضيقها بهذا التصرف الغبي. قلت: اليوم عيد، ولا بد أنها وحيدة. قالت: محتمل، نحن هنا لنبتهج لكنها غبية وفظيعة. احمر وجه الشاب وزجرها قائلا: اهتمي بكأسك. قمت وجذبت الستارة وضحكت الفتاة. جاءت العجوز وأغلقت الستارة وهي تصيح غاضبة وعنفت الفتاة. سمعتها تقول بعد قليل إنها ضجرة. فعرض عليها الشاب الانصراف. قامت وودعتنا وتحرك الشاب في صمت وعينه إلى الأرض والدم يندفع إلى وجهه. قلت له:
سبرازنيكم (كل سنة وأنت طيب). فأجاب:
سبرازنيكم . وجهت اهتمامي إلى المائدة المجاورة. رجل طويل عريض بعوينات، وقفاه ناحيتي، وإلى جانبه فتاة أنيقة صففت شعرها في حلقات متمردة مصبوغة قليلا بلون أصفر. كانت شفتاها ناعمتين موردتين وفي عينيها رموش صناعية. وكان رداؤها قصيرا يكشف عن فخدين في كولون أبيض. قلت
لحميد : بيروقراطي مع سكرتيرته. قال: أو عضو مهم في الحزب. كان الصمت بينهما طويلا، يقطعه هو أحيانا فتستمع إليه ثم تضربه على ساعده في ألفة. لحظت أني أتأملها فمسحت عينيها وتأملت فخذيها دون أن تبذل محاولة لتغطيتهما. قال
حميد : نخرج. قلت: نبقى. قال: نخرج. قلت إلى أين؟ قال بار
الأخضر
صفحه نامشخص