============================================================
"السائل هدية الله عز وجل إلى عبده" (48). كيف لا يفرح وقد نفذ [أم ربه عز وجل يستقرض منه على يد الفقير. عن النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم أنه قال: يقول الله عز وجل يوم القيامة لعباده المؤمنين "آثرتم آخرتكم على دنياكم وآثرتم عبادق على شهواتكم وبعزت وجلالي ما خلقت الجنة إلا لكم(89) .
هذا قوله لهؤلاء، وأما قوله للمحبين له: "أنتم آثرتموني على جميع خلقي دنياي وآخرتي أي عزلتم الخلق عن قلوبكم ونحيتموهم عن أسراركم، هذا وجهي لكم، وقربي لكم وأنسي لكم، أنتم عبادي حقا.
من الأولياء من يأكل في نومه من طعام الجنة، ويشرب من شرابها، ويرى (94ب] جميع ما فيها، ومنهم من يفنى عن الماكول والمشروب ) ويعزل عن الخلق، ويحجب عنهم، ويعمر في الأرض بلا موت كالياس والخضر. لله عز وجل عدد كثير منهم محجوبون في الأرض يرون الناس وهم لا يرونهم. الأولياء فيهم كثرة، والأعيان منهم فيهم قلة آحاد وأفراد، مفردين، والكل ياتونهم، يتقربون إليهم، هم الذين تنبت بهم الأرض، وقمطر السماء، ويدفع البلاء عن الخلق.
الملائكة طعامها وشرابها ذكر الحق عز وجل والتسبيح والتهليل. وآحاد وأفراد من الأولياء من يصير طعامهم ذلك. ما أكثر غبنك أيها الصحيح الفارغ. عن النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"(90).
95 استعمل صحتك وفراغك في طاعة الله عز وجل ( قبل أن يجيثك مرض (88) أخرجه القضاعي في مند شهاب،، 149 كما ذكره الهندي في الكنز، 16078 (89) لم نعث عليه.
(90) أخرجه البخاري في صحيحه، عن ابن عباس، كتاب الرقاق، باب الصحة والفراغ، 8- 158-،6412 وأخرجه الترمذي، كتاب الزهد، باب الصحة والفراغ،230 والديلمي في الفردوس 1790
صفحه ۱۰۸