============================================================
ويلك تبغضني لأني أقول الحق وأحاققك. ما يبغضني ويجهلني إلا الجاهل بالله، كثير القول، قليل العمل. وما يحبني إلا العالم بالله عز وجل، كثير العمل، قليل القول. قرب الحق عز وجل قد أغناني عن الكل، الماء كثير حولي، وأنا كضفدع. ما أقدر أن أتكلم بما عندي، أنتظر نضب الماء، وأتكلم. فحينئذ تسمع خبرك وخبر غيرك. متى تتوبوا يا دبراء(26)، يا عصاة. صالحوا ربكم عز وجل بواسطة التوبة. لولا حيائي من الله عز وجل ومن حلمه لنزلت وأخذت بيد واحد واحد منكم، وقلت له: أنت فعلت كذا وكذا، تب إلى الله عزوجل، لا كلام لك ومعك حتى يقوى إيمانك وإيقانك ومعرفتك لمولاك فحينثذ تتعلق بالعروة الونقى (1/199) وهي وصول قلبك إليه، فيباهي بك النبي ) جميع الأمم..
يا من آمن بلسانه متى تؤمن بقلبك؟ يا مؤمنا في جلوته متى تكون مؤمنا في خلوتك. إيمان القلب مع الخلوة هو الشيء النافع إيمان اللسان مع كفر القلب لا فائدة فيه. إيمان المنافق إيمان الذين يخافون من السيف. يا عصاة: توبوا ولا تقنطوا من رحمة ربكم عز وجل، ولا تيأسوا من روح الله. يا موتى القلوب: دوموا على ذكر ربكم عز وجل، وتلاوة كتابه وسنة نبيه، وحضور مجالس الذكر وقد حييت قلوبكم كما تحي الأرض الميتة بنزول الغيث عليها. إذا دام القلب على ذكر الحق عز وجل جاءت إليه المعرفة والعلم والتوحيد والتوكل والاعراض عما سواه في الجملة دوام الذكر سبب دوام الخير في الدنيا والآخرة. ما دمت مع الخلق (199/ب] والدنيا/ فأنت متأثر بالحمد والذم؛ لأنك موجود بنفسك وهواك وطبعك، فإذا وصل قلبك إلى ربك عز وجل وصار أمرك إليه زال تأثرك بهما، واسترحت من تقل عظيم. إذا اشتغلت بالدنيا مع اعتمادك على حولك وقوتك انقطعت وتمزقت وتعبت وتسخطت، وكذا إذا اشتغلت بالآخرة بقوتك تنقطع، وإذا اشتغلت بالحق عز وجل استفتح باب المعاش بيد قوته والتوكل عليه، واستفتح باب الطاعات بيد (36) في (ا): بادروا.
صفحه ۲۱۰