============================================================
الملوك فتح الله لك بابأ لا ينغلق ابدا، باب السر، باب الباطن، يفتح لك من غير حولك وقوتك وظنك.
المؤمن يخرج من بيت نفسه وهواه وطبعه قاصدا إلى باب ربه عز وجل. فبينما هو كذلك إذ وقف في طريقه سدالآفات في نفسه وماله واهله، فيقف متحيرا، فيرجع إلى ذنوبه وسوء أدبه في خرق حدود شرع ربه عز وجل فيتوب من جميع ذلك ويسكت عن لم وكيف، ويخرس ظاهراوباطنا عن الدعاوي وعن المنازعة، ويسلم ويستطرح لا يعالج، ذلك السد الذي بين يديه بيد حركته وجده واجتهاده، ولا يستعين على فتحه بغير ربه عز وجل يجعل) كل شغله في ذكره، [1/155] والرجوع إليه، وذكر ذنوبه، والاستغفار منها، والرجوع إلى (71) نفسه بالملامة. حتى إذا فرغ من ذلك رجع إلى قدر ربه عز وجل، يقول قدر الله عز وجل وقضاؤه وسابقته مكتوب علي، يرجع إلى التسليم والتفويض من حيث القلب لا من حيث اللسان. فيما هو كذلك مطرقا مغمضا إذ فتح عينيه والسد قد زال ، والباب مفتوح، وقد جاءه مكان الآفات نعماء، ومكان الضيق سعة، ومكان المرض عافية، ومكان الهلاك ملكا، كل ذلك تصديق قوله عز وجل ... ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.. [سورة الطلاق 3-2/65] لا يزال العبد يقابل النعم بالشكر، ويقابل البلاء بالموافقة والاعتراف بالجرائم (والذنوب واللوم للنفس حتى تنتهي خطوات قلبه إلى ربه عز وجل .(155/ب] لا يزال يخطو بالحسنات والتوية من السيئات حتى يصل إلى باب ربه عز وجل.
لا يزال يخطو بالشكر على النعم وبالصبر على النقم حتى يصل إلى باب ربه عز وجل، فإذا وصل إلى هناك رأى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. إذا وصل قلب العبد إلى ربه عز وجل انقطعت توبته: الحسنات (76) في "أه: على 119
صفحه ۱۶۹