المقصد الثاني: في ترجمة بعض تلامذته الكرام المشهورين وترجمة المثنين عليه من العلماء المتأخرين
على طريق الاختصار لتكمل الفائدة لذوي الأبصار فأقول:
(ترجمة الإمام ابن القيم)
(منهم) - العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن بكر بن أيوب بن سعد الزرعي ثم الدمشقي الفقيه الحنبلي المفسر النحوي الأصولي المتكلم الشهير بابن القيم الجوزية.
قال في الشذرات: بل هو المجتهد المطلق. قال ابن رجب: ولد شيخنا سنة إحدى وتسعين وستمائة ولازم الشيخ تقي الدين بن تيمية، وأخذ عنه وتفنن في كافة علوم الإسلام وكان عارفًا في التفسير لا يجاري فيه وبأصول الدين وإليه فيه المنتهى، وبالحديث ومعانيه ودقائق الاستنباط فيه لا يلحق في ذلك. وبالفقه والأصول والعربية وله فيها اليد الطولى، وبعلم الكلام والتصوف. حبس مدة لإنكاره «جد الرحيل إلى قبر الخليل» وكان ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى ولم اشاهد مثله في عبادته وعمله بالقرآن والحديث وحقائق الإيمان وليس هو بالمعصوم ولكن لم أر في معناه مثله وقد امتحن وأوذي مرات وحبس مع شيخه شيخ الإسلام تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة منفردًا عنه ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ، وكان في مدة حبسه مشتغلًا بتلاوة القرآن وبالتدبر والتفكر ففتح عليه من ذلك خير كثير وحصل له بجانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة وتسلط ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف والخواص في غوامضهم وتصانيفه وحج مرات كثيرة وجاور بمكة وكان اهل مكة يتعجبون من كثرة طوافه وعبادته. وسمعت عليه قصيدته
1 / 44