قدم دمشق مع والده واشتغل على والده وغيره، وقرأ على «المزي»، ولازم الإمام الذهبي وتخرج به ثم عزل من القضاء بأخيه بهاء الدين وتوجه إلى مصر على وظائف أخيه ثم عاد إلى القضاء وولى الخطابة ثم عزل وحصل له فتنة شديدة وسجن بالقلعة نحو ثمانين يومًا، ثم عاد إلى القضاء ودرس بمدارس كثيرة.
وقال ابن كثير: جرى عليه من المحن والشدائد مالم يجبر على قاض مثله.
ونقل الشيخ عبد الوهاب الشعرانى في كتابه «الأجوبة المرضية»: أن أهل زمانه رموه بالكفر واستحلال شرب الخمر والزنا وأنه كان يلبس الغيار والزنار بالليل ويخلعهما بالنهار، وتحزبوا عليه وأتوا به مقيدًا مغلولًا من الشام إلى مصر، وجاء معه خلائق من الشام يشهدون عليه؛ ثم تداركه اللطف على يد الشيخ جمال الدين الإسنوى. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: حصل فنونًا من العلم: من الفقه والأصول وكان ماهرًا فيه، والحديث وشارك في العربية وكان له بد في النظم والنثر جيد البديهة ذا بداهة وطلاقة لسان وذكاء مفرط صنف تصانيف عدة على صغر سنه، ومن جملة تصنيفاته: شرح مختصر ابن الحاجب سماه «برفع الحاجب» وشرح منهاج البيضاوي، والقواعد، وطبقات الفقهاء وغير ذلك. توفي شهيدًا بالطاعون سنة سبعمائة وإحدى وسبعين. ودفن بسفح قاسيون - رحمه الله تعالى.
(ترجمة العز بن جماعة)
(ومنهم) - العز بن جماعة فهو عز الدين عبد العزيز بن محمد بن جماعة الكناني الحموى الدمشقي المولد، المصري الشافعي: أخذ النحو عن أبي حيان، وولى قضاء الديار المصرية مدة طويلة، وكان يتمنى أن يموت بأحد الحرمين فاستعفى عن القضاء، ثم حج فمات ودفن بالمعلى إلى جانب الفضيل بن عياض،
1 / 38