بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي انتصر لأوليائه المتقين، والصلاة والسلام على أنبيائه المعصومين، لاسيما على فاتحة عين العلماء، وخاتمة الأصفياء، وعلى آله المحفوظين من المعايب، وأصابه الذين اتبعوا الحق فنالوا أحمد المراتب، وعلى من اقتدى بهم من الأئمة الأكارم، الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، والمجتهدين والعلماء العاملين من ورثة الرسل الأعاظم.
[سبب تأليف الكتاب]
«أما بعد» - فيقول العبد نعمان خير الدين ابن السيد محمود أفندي شهاب الدين مفتي الحنفية ببغداد،المفسر الشهير بالآلوسي، غفر الله سبحانه لهما وستر عيوبهما يوم التناد، ولطف بهما باللطف القدوسي.
إني لما رأيت بعض العبارات في خاتمة الفتاوي الشهيرة بـ «الفتاوى الحديثية» لصاحب التأليفات المرضية، والعلوم الدينية، علامة الأواجر والبحر الزاخر، ذي التصنيفات التي هي في منهاج التحقيق تحفة الناظر: شهاب الدين احمد بن محمد بن علي بن حجر الشافعي الهيتمي - لا زال صيب المغفرة والرضوان على قبره يمهى - قد أزرى فيها، وشنع بظاهرها وخافيها، على جامع العلوم الربانية، ومحور التصنيفات العديدة، ذي الآراء السديدة، المؤيدة للشريعة الأحمدية، إمام الأمة في عصره، ومجمع علوم الئمة في دهره، ترجمان القرآن، وآخر مجتهدي الزمان ذي الكرامات الساطعة، والبراهين اللامعة، حجة الأنام، شيخ الإسلام:
تقي الدين أحمد أبي العباس الشهير بابن تيمية الحراني الحنبلي، نفعنا الله تعالى والمسلمين بعلومه وأسكنه في المقام العلي، رماه فيها بثالثة
1 / 13