قال وائل: بل شأننا جميعا ... قل لنا ماذا أنت فاعل؟
قال فتحي: نحن بأموال آبائنا سنشتري الأرض فقط، وبعد ذلك في البنوك متسع للجميع ولا شأن لكما بهذا الموضوع.
قال صالح: والله الفكرة لا بأس بها، وسأكلم أبي اليوم.
قال وائل: وأنا أيضا. ولكن هل وجدت الأرض؟ - هذا أمر ميسور. لقد ذهبت ورأيت أرضا في طريق المعادي أربعة آلاف متر وثمنها ثمانية ملايين جنيه. إذا دفعنا نصفها نستطيع أن نكمل من البنك. •••
قال فتحي لأبيه: ما رأيك إذا قدمت لك مشروعا يدر عليك ذهبا لا تستطيع إحصاءه أو عده؟ - أنت تقدم مشروعا يأتي بالذهب؟ - نعم. وهل أنا صغير؟ - ليست المسألة بالسن. - اسمع مشروعي أولا. - قل يا فالح. - نبني مستشفى استثماريا. - أنا؟ - لست وحدك. - من معي؟ - والدا وائل العصفوري وصالح النجمي. - هل هما ابنا العصفوري والنجمي المعروفين؟ - إنهما هما. - إذن أجتمع بآبائهما. - وهو كذلك. •••
وتكونت الشركة في هذا الاجتماع من الآباء الثلاثة وأبنائهم الثلاثة. وذهب الستة إلى الأستاذ حسان المهدي لكتابة عقد الشركة على أن يتولى فتحي التعامل باسم الشركة بصفة عضو الشركة المنتدب. ولم يضع فتحي وقتا وإنما قال لحسان المحامي: أريد أن أراك لاتخاذ التدابير اللازمة. - غدا في مثل هذا الموعد.
وحين ذهب فتحي إلى حسان في الموعد، قال: أريد أن أكتب على يديك مذكرة بجدوى المشروع. - نكتبها معا.
واستغرقت كتابة مذكرة الجدوى ما يقرب من أسبوع. ما إن انتهيا منها حتى كلم فتحي في التليفون نعمان عميرة رئيس قسم الائتمان في بنك الاستثمار: نعمان بك. - أنا هو. - أنا الدكتور فتحي توفيق. - أهلا وسهلا. أهلا يا دكتور. - ما أخبار صحتك؟ - والله دواؤك نفعني جدا. - الحمد لله. أريد أن أراك. - تحب أن تجيء إلي أم أجيء إليك؟ - هل أنت مشغول الآن؟ - وإن كنت، هل أستطيع أن أشغل عنك؟ - أريد أن أراك وحدك. - أهلا وسهلا، شرف الآن. - أنا في الطريق إليك.
وذهب فتحي من فوره إلى مكتب نعمان عميرة ببنك الاستثمار، واستقبله نعمان بترحاب كبير قائلا: أشكرك على علاجك لي، فإن دواءك قد جاء بأحسن النتائج. - الحمد لله. - أنت ابن توفيق بك صبحي الثري المعروف. - نعم أنا ابنه. - أهلا وسهلا، أنا تحت أمرك.
وأخرج فتحي من جيبه ما أعده من دراسة الجدوى لمشروع المستشفى. وراح نعمان يقرؤها بإمعان شديد، وحين انتهى من القراءة قال لفتحي: مشروع عظيم. - لقد اشترينا الأرض فعلا. - وماذا أستطيع أن أفعل؟ - أريد من البنك عشرين مليون جنيه. - وماذا عن الضمانات؟ - لو كان فيه ضمانات لما جئت إليك. - هل تستطيع أن تزورني اليوم في البيت؟ - وهو كذلك. - هل بطاقتي معك؟ - طبعا. - فأنا منتظرك.
صفحه نامشخص