اضهار العصر لأسرار أهل العصر
Izhar al-ʿAsr li-Asrar Ahl al-ʿAsr
ژانرها
قدوم ابن الشحنة ومعه منجك:
وفي العشر الأول من هذا الشهر، قدم ابن الشحنة، قاضي الحنفية بحلب، وقدم إبراهيم بن منجك مطلوبا؛ لما قيل من أن المتحصل من الجهات الموقوفة، من جهة جده منجك يفيض عن مصرفها، وعمارتها في كل سنة خمسة عشر ألف دينار، وأن السلطان أحق بها منه، وفي خامس عشر الشهر، عقد له مجلس بالقضاة؛ ليحاسب في بيت القاضي كاتب السر، وكان قد نقه من مرض لزمه نحو شهر، فاستمروا عنده من أول النهار، إلى العصر، فحم، وانكشف الغطاء عن أنه لم يؤمر بفعل ذلك عنده في هذه الحالة، إلا لإرادة قتله، فاستعمل لذلك دواء زاد به انحطاط قوته عن أن يجلس في بعض الأحيان ويتحدث مع أصحابه في غالب النهار، فأرسل السلطان إليه بعد أيام يعنفه على الانقطاع وينسبه إلى الكذب في المرض، فلم يبق شك في التهالك على الإسراع بهلاكه، رد الله كيد من يكيده في نحره، فتزايد به المرض، حتى قطع الأطباء يوم الخميس خامس عشري محرم هذا باليأس منه، وسعى في كتابة السر ساعون، ثم وقف مرضه يوم السبت والأحد، ثم ترجحت قوته، وانحط المرض يوم الاثنين تاسع عشريه، فرجيت حياته، وكان أول مرضه حمى بلغمية، أضعفت شهوته للغذاء، وكانت معدته في صحته ضعيفة، ولم يزل في انحطاط إلى أن أفضى به ذلك إلى مرض السل، فذبلت أعضاؤه الباطنة الشريفة.
صفحه ۱۷۵