وفي يوم الأربعاء سادس شهر رجب من السنة؛ وهي سنة 855، عقد مجلس بالقضاة في بيت كاتب السر الكمال بن البارزي، وادعى وكيل السلطان على أوصياء تركة عبد الباسط، أن للسلطان في تركته ألف دينار، وكذا، كذا دينارا؛ بسبب أنها كانت على عبد الباسط للولي السفطي، ولتغري برمش الزردكاش، وأن إرث الزردكاش صار لبيت المال، وأن السفطي أشهد عليه، أن جميع ما يملكه للسلطان، فكان هذا أول صنائعه بآل عبد الباسط، بعد مصاهرتهم.
عزل كاتب السر:
وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر شهر رجب، من السنة، وقف ابن الشمس الحموي، ناظر القدس، وبنته، للسلطان، وشكوا إليه أن ابن محاسن، الذي كان من جماعة أبي الخير احتاط على ما خلفه ابوهما. فقال لكاتب السر: لم لم تخبرني بهذا في حينه يا كذا، يا كذا، وأخذ في شتمه بما لا يرتضيه أقل العامة مروءة، ثم أمر به إلى المقشرة، فشفع فيه الأمراء، وبقية المباشرين، وكرروا ذلك، فأمر أن يجلس في بيته، ويورد خمسة آلاف دينار، وطلب ابن محاسن، فأمر به إلى المقشرة، حتى يورد اثنين وعشرين ألف دينار، ثم أرسل إلى كاتب السر من الأمراء من يلينه، لمباشرة وظيفته على العادة، فأبى أشد الإباء، ثم لم يزل يوالي عليه ذلك، حتى أجاب، فخلع عليه يوم الخميس ثامن عشري الشهر، بعد أن أورد الخمسة الآلاف دينار، واستمر أياما بعد لبسه الخلعة، لا يكلمه السلطان إلا بترجمان من الأمراء، حتى علم كل أحد أنه ليس القصد إلا مضاررته إلى أن يموت كمدا.
صفحه ۱۳۰