مستهلها يوم الأربعاء كما أخبر به جمع جم، ولكن قاضي الشافعية الشرف يحيى المناوي، لم يحب إثباته؛ لئلا يخالف ما شاع من أن يوم صومكم، يوم نحركم، يوم رأس سنتكم، فلم يؤرخ مستهلها، إلا بالخميس، ففي يوم الأربعاء هذا عرض أهل السجون على السلطان، فأنهى إليه أحدهم، أن قاضيا حنفيا يقال له ابن الملطي، سجنه على نحو سبعمائة درهم مصرية، فأطلقه السلطان، وضرب القاضي ضربا كثيرا، وسجنه بالمقشرة، وفي يوم الخميس طلع القضاة لتهنئة السلطان بالشهر فأخذ يلوم الحنفي، ويؤنبه على تولية مثل هذا، فقال له الحنفي: إنه لم يعمل إلا بالشرع فعلام يسجن به اثنين وعشرين يوما!، فلم تمض مدة حتى ينظر في أمره!!، وأنت عملت فيه بغير الشرع، فأذله هذا الكلام وكسره فأطلقهن واستمر الحنفي ذلك اليوم يشنع على السلطان، وكلما جاءته حكومة، قال لأهلها: تراضوا فإن السلطان لا يرضى أن نحكم بالشرع، ونحو هذا الكلام.
صفحه ۶۵