وفي هذا الشهر جاء الخبر، أن بيغوت، الذي كان نائب حماة وذهب إلى جهنكير؛ فرارا من السلطان رجع طالبا العفو، فأجابه السلطان إلى ذلك، وأرسل إليه مرسوما بالأمان، والإذن له في القدوم، فجاء الخبر في أواخر هذا الشهر، أنه يوم ورود هذا المرسوم عليه، دخل عليه وهو بحلب أربعة رجال في زي العرب، إلى الدار التي هو بها، وقد خرج من الحمام، وليس عنده أحد، وطلعوا إليه في مقعد هو به مظهرين إرادة السلام عليه، فاستنكرهم، وقام وكأن الدرج كانت ضيقة فأعجلهم عن أن يصير الأربعة معه في المقعد، فوصل إليه أولهم، وضربه بسكين في بطنه فاحدودب فشقت ثيابه، ولم تصل إلى بطنه، فحقق ما يحكى عن شجاعته أنه لطم الضارب على عنقه، فطارت السكين من يده بعيدا، فجذب خنجرا، ورفع يده ليضرب به فبادر بيغوت يده ليمسكها، فقصرت يده فإذا هي قابضة على الخنجر، فانجرحت، وخرج في هذه الحال مملوك من مماليكه من مبيت ذلك المقعد بسيف مصلت، فضرب عنق البدوي، وهرب رفقاؤه وأتي بمن يظن أنه يعرف أهل البادية، فلم يعرفه أحد.
ولاية ابن القطان:
وفي يوم الخميس سابع عشري ربيع الأول المذكور ولي البدر محمد ابن البهاء محمد بن الشمس محمد بن القطان الشافعي قضاء طرابلس عن تقي الدين أبي بكر بن عز الدين، فلم يتم ذلك، بل عزل بعد أن ألبس الخلعة بأيام، واستمر قضاؤها شاغرا، حتى وليه ابن الزهري.
موت الأسيوطي:
صفحه ۱۰۵