وفي يوم السبت سابع عشره، مات شهاب الدين أحمد بن العلامة شمس الدين الشطنوفي الشافعي على نحو خمسين سنة ظنا، وكان من محاسن أهل مصر، حن خلق وخلق، وحلاوة شكل وقول، وعنده فضيلة، وله مشاركة في بعض الفنون، وكان أبوه شيخ الناس في النحو، أسأل الله أن يتغمده برحمته، ويخلفه خير الخلف في ذريته. وأخبرني ثقة أنه مات مطعونا خلف أذنه. مات ابن عثمان وفي أواخر صفر هذا، قدم الخبر إلى القاهرة بأن السلطان يزيد بن مراد بك بن أورخان بن عثمان الشجاع المجاهد، مات رحمه الله في سابع محرم من هذه السنة؛ ولقد فجع المسلمون به فجيعة عظيمة، فإنه كان سيفا مسلولا على بني الأصفر ما زاحفهم زحفا إلا كانت العاقبة فيه لله، ولرسوله، وافتتح كثيرا من بلادهم، وضرب عليها الجزية، نسأل الله تعالى أن يعوض المسلمين خيرا منه في ابنه الملك محمد. [وأرسل] السلطان رسولا لتعزية ابنه به.
صفحه ۹۵