إذا هجر الإنسان فوق ثلاثةٍ ... أخاه تولَّى اللهُ عنه إلى الحشرِ
فيهلكُ إلاَّ أن يراجع ما مضى ... ويجري على الأمر الذي لم يزل يجري
فيا عاذلي في الحبّ لم تدرِ ما الهوى ... ولم تدرِ إذ لم تدرِ أنَّك لا تدري
وقال الخطيب: أنشدنا القاضي أبو العلاء محمد ابن علي، أنشدنا ثعلب قال: أنشدني ابن الأعرابي لأعرابي في النّساء:
هي الضِّلعُ العوجاءُ لستَ مقيمَها ... ألا إنَّ تقويم الضّلوع انكسارُها
أتجمعن ضعفًا واقتدارًا على الفتى ... أليس عجيبًا ضعفها واقتدارُها
قال الشيرازي في الألقاب: أنشدنا إبراهيم بن محمد الجرجاني، أنشدني أبو سعيد البصري، أنشدني بعض أصحابنا لابن طباطبا عن أبيه:
قالَ عليُّ بن أبي طالبٍ ... وهو اللَّبيب الفطن المُتقِنُ
كلُّ امرئ قيمته عندنا ... وعند أهل العلم ما يُحسنُ
وقال الشيرازي: أنشدنا أبو الحسن محمد بن محمد ابن زيد الجرجاني:
قال الإمامُ المرتَضَى حكمهُ ... كلُّ امرئ قيمتهْ علمهُ
وليس يأبى حكمه غير مَنْ ... جاءتْ به من زنية أمهُ
في معاني مشكل القرآن لبعض تلامذة المبرد: كانَ الرجل فيما مضى إذا بلغ أربعين سنة قيل له: خذ حذرك من الله، وينشدون:
إذا ما المرءُ قصَّرَ حين مرَّت ... عليه الأربعون عن الرجالِ
ولم يلْحق بصالحهم فدعْهُ ... فليس بلاحق إحدى اللَّيالي
وأنشدوا مثله:
إذا ما الفتى جاوز الأربعين ... ولم يُعقب النَّقص فيه الكمالا
ولم يتْبع العصبة الصالحين ... ويلغي الحرام ويبغي الحلالا
فلا ترجهُ طُولَ أيَّامه ... فليس يزيدك إلاَّ خبالا
وقال أبو إسحاق الصابي:
نِعمُ الله كالوحوش فما تأ ... لفُ إلاَّ الأخاير النُّسَّاكا
نفَّرتها آثام قوم وصيَّرْ ... ن لها البر والتّقى أشراكا
قال بعضهم:
يا مغيث الملهوب والملهوف ... ومعين الضَّعيف بالمعروف
استمع قصَّتي ومر لي بإتما ... مٍ جميلٍ من فضلك المألوف
فالنَّبيُّ الكريم قال أحبّ ال ... له منكم إغاثة الملهوف
وقال بعضهم، وقيل إنها للشافعي:
العلم من شرطه لمن خدَمه ... أنْ يجعلَ النَّاسَ كلّهم خَدَمَهْ
وواجبٌ صونهُ عليهِ كما ... يصون النَّاس عرضه ودمهْ
فمن حوى العلم ثم أودعه ... بجهله غير أهله ظَلَمهْ
وكانَ كالمبتني البناء إذا ... تمَّ له ما أراده هَدَمهْ
قال الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر في المجلس الأول من أماليه: أنبأنا الشريف طراد بن محمد، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن وصيف، أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا محمد بن روح الرقاشي، حدثنا بدل بن المحبر، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق بن عاصم بن ضمرة، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول:
وكنْ مَعدنًا واصفحْ عن الأذى ... فإنَّك لاق ما عملت وسامعُ
وأحببْ إذا أحببت حيًّا مقاربًا ... فإنَّك لا تدري متى الحبّ نازعُ
وأبغضْ إذا أبغضت بغضًا مقاربًا ... فإنَّك لا تدري متى الحبُّ راجعُ
وقال بعضهم:
من تولَّى عن الهدى واستغنى ... وتمادى في غيِّه وتغنَّى
واستلذَّ السَّماع والضرب بالأو ... تار فالله عنه يا صاح أغنى
فاجتنب يا أخي الغناء وطهِّر ... منه قلبًا حيًّا وصنْ عنهُ أُذنا
فاستماع الغناء ينبت في القل ... بِ نفاقًا ويورث المرء حُزنا
وعباد الرَّحمن من مرَّ باللَّغ ... وكريمًا ولم يحب الزّفنا
وقال سابق البربري:
يا مُبْتني الدَّار الذي ... هو مسرع عنها الرَّحيلا
إنْ لم تُنلْ خيرًا أخاك ... فكنْ لهُ عبدًا ذليلا
وتجنَّبِ الشَّهواتِ واحْ ... ذرْ أنْ تكون لها قتيلا
فلرُبَّ شهوة ساعةٍ ... قد أورثتْ حُزنًا طويلا
وقال آخر:
ألا إنَّ شهر الصَّوم عنكم قد انقضى ... فهل مرجع منكم لوشك انصرامهِ
وهل فيكم مستوحش لفراقه ... وما فاته من صومه وقيامهِ
فلا تغفلوا يا قوم إخراج حقّه ... وأدُّوا زكاة الفطر عند تمامهِ
1 / 10