قال سيدريك: «إنه ريتشارد بلانتاجنت نفسه، ولكني لست بحاجة إلى أن أذكرك أنه بقدومه إلى هنا ضيفا حر الإرادة لا يمكن أن يلحق به أذى، ولا أن يتحفظ عليه أسيرا. وأنت تعلم جيدا واجبك نحوه كمضيفه.»
قال أثيلستان: «أجل، بحق إيماني! وكذلك واجبي كأحد رعاياه؛ لأنني هنا أقدم له ولائي بقلبي ويدي.»
قال سيدريك: «فكر في حرية إنجلترا أيها الأمير المنحل!»
قال أثيلستان: «كف عن توبيخك لي؛ فالخبز والماء والسجن محطمات هائلة للطموح، ولقد قمت من القبر رجلا أكثر حكمة مما كنت عندما نزلت إليه.»
قال سيدريك: «وفيما يخص روينا التي تحت وصايتي آمل أنك لا تنوي أن تتركها.»
قال أثيلستان: «فلتكن حصيفا يا أبي سيدريك. إن الليدي روينا لا تهتم لأمري؛ فهي تحب الإصبع الصغيرة لقفاز قريبي ويلفريد أكثر من شخصي كله. هيا يا ابن العم ويلفريد أوف إيفانهو؛ فأنا أتنازل وأتراجع من أجلك. يا إلهي! بحق القديس دونستان، لقد اختفى ابن عمنا ويلفريد! ولكن ما لم تكن عيناي لا يزال بهما عشى من أثر الصيام الذي عانيته، فقد رأيته منذ قليل واقفا هناك.»
عندئذ نظر الجميع حولهم باحثين عن إيفانهو، ولكنه كان قد اختفى. وأخيرا اكتشف أن يهوديا كان يبحث عنه، وأنه بعد محادثة شديدة القصر بينهما طلب جيرث ودرعه، وغادر القلعة.
كان الملك ريتشارد قد رحل هو الآخر، ولا يعلم أحد إلى أين. وأخيرا عرفوا أنه كان قد أسرع إلى فناء القلعة، واستدعى اليهودي الذي كان قد تحدث مع إيفانهو للمثول في حضرته، وبعد حديث معه دام للحظات طلب بلهجة عنيفة جوادا، وألقى بنفسه فوق صهوته، وألزم اليهودي بامتطاء آخر، وانطلقا بسرعة وصفها وامبا بأنها جعلت عنق اليهودي لا يساوي بنسا واحدا.
الفصل الثامن والثلاثون
يعود بنا المشهد الآن إلى خارج القلعة، أو إلى مقر فرسان الهيكل، مقر تمبلستو، حيث كانت الساعة التي يحدد فيها الحظ حياة ريبيكا أو موتها قد أشرفت. كان مشهدا يفيض صخبا وحياة، كما لو أن ساكني المنطقة المجاورة بأكملها قد تدفقوا على احتفال قروي أو عيد ريفي. نصب عرش للسيد الأعظم في الطرف الشرقي لساحة المطاعنة، تحيط به مقاعد مميزة لكبار الطائفة وفرسانها. وفي الطرف المقابل من ساحة النزال، كانت ثمة كومة من حزم الحطب، مرتبة بعناية حول وتد مثبت بعمق في الأرض، بحيث تترك مساحة للضحية التي كانت معدة لإحراقها للدخول في نطاق دائرة الموت؛ كي توثق في الوتد بالأغلال التي كانت معلقة بالفعل لذلك الغرض.
صفحه نامشخص