97

ایتحاف الحدیث

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

ناشر

دار ابن رجب

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

ژانرها

وفي حديث جابر بن عتيك (١): (٨٨ - ١) " نَهَانَا رَسُولُ اللَّه ﷺ عن الشُّرْب في الأوْعِيَةِ الَّتِي سَمِعْتُمْ: الدُّبَّاءُ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرُ، وَالْمُزَفَّتُ" (٢): يجوز الجر على البدل من "أوعية" والرفع على تقدير "هي". (٨٩ - ٢) وفي حديثه: قال: "سَأَلَني ابْنُ عُمَرَ: مَا الدَّعَوَاتُ الثَّلَاثُ التَّي دَعَا بِهِنَّ رَسُولُ الله ﷺ؟ ! فَقُلتُ: دَعَا بأَلَّا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرهمْ، وَلَا يُهْلكَهُمْ بِالسِّنِينَ، فَأُعْطِيَهِمَا،، وَدَعَا بِأَلَّا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَمَنَعَنِيهَا" (٣). الظّاهر يقتضي أن يقول: "فمنعها" كما قال: "فأعطيهما" (٤)، ويكون ذلك كله من كلام الراوي، والتقدير في قوله: "قال: فمنعنيها"، فأسند الكلامِ إلى رسول الله ﷺ وأضمر القول؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ [الرعد: ٢٣، ٢٤]، أي يقولون: "سلام" (٥).

(١) ويقال: جبر بن عتيك، صحابي أنصاري من الأوس. شهد بدرًا والمشاهد كلها، وكانت معه راية بني معاوية عام الفتح. توفي سنة إحدى وستين وهو ابن إحدى وتسعين سنة. ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (١/ ٢٢٢)، و"أسدّ الغابة" (١/ ٣٠٩)، و"الإصابة" (١/ ٤٣٨). (٢) إسناده حسن: وهو في "المسند" برقم (٢٣٢٤٢) من حديث عبد الله بن جابر العبدي. (٣) صحيح: وهو في "المسند" برقم (٢٣٢٣٧). (٤) في ط: فأعطيها. (٥) وهذا ما يعرف بأسلوب "الالتفات"، ويسمى "الصّرف" و"الاعتراض". وقد ذكره أبو عبيدة فقال: "والعرب قد تخاطب فتخبر عن الغائب والمعنى للشاهد، فترجع إلى الشّاهد". وقال المبرد: "والعرب تترك مخاطبة الغائب إلى مخاطبة الشّاهد، ومخاطبة الشّاهد إلى مخاطبة الغائب؛ قال الله - جلَّ وعز -: ﴿حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ﴾ [يونس: ٢٢] كانت المخاطبة للأمة ثمّ انصرفت إلى النّبيّ ﷺ إخبارًا عنهم. وقال عنترة: شطت مزار العاشقين وأصبحت ... عسرًا عليّ طلابك ابنة مخرم والالتفات أول المحسنات البديعية، كما ذكره ابن المعتز، وعليه خرج قول الشنفرى الأزدي: ولكن أبشري أم عامر. قال الحريري (ت ٥١٦ هـ): فقد اختلف في تفسيره فقيل: إنّه التفت عن خطاب قومه إلى خطاب الضبع، فبشرها بالتحكم فيه إذا قتل ولم يفتر. أم عامر كنية الضبع، والالتفات في المخاطبة نوع من =

1 / 98