179

ایتحاف الحدیث

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

ناشر

دار ابن رجب

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

ژانرها

فإن قيل: أكسر وأحمل قوله: "حدّثنا" (١) على "قال لي". قيل: هذا خلاف الظّاهر، ولا يترك الظّاهر إلى غيره إِلَّا لدليل مانع من الظّاهر. ولو جاز مثل هذا لجاز في قوله تعالى: ﴿أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ﴾ [المؤمنون: ٣٥] الكسر؛ لأنّ "يعدكم" بمعنى "يقول لكم". (٢٣٧ - ٢) وفي حديثه: "إيَّاكُمْ وَهَاتَان الْكَعْبَتَان الْمَوْسُومَتَان اللَّتَان تَزْجُرَان؛ فَإِنَّهُمَا مِنْ مَيْسِرِ الْعَجَمِ" (٢): قال ﵀! -: وقع في هذه الرِّواية "هاتان" وما بعده بالرفع، والقياس أن ينصب الجميع عطفًا على "إياكم"؛ كما تقول: إياك والشرَّ؛ أي: جنب نفسك الشر. والمعنى: تجنبوا هاتين. فأمّا الرفع فيحتمل ثلاثة أوجه: أحدها: أن يكون معطوفًا على الضمير في "إياكم" أي: "إياكم وهاتان" (٣)؛ كما قال جرير (٤): [المتقارب] (٢٣) فَإيَّاكَ أَنْتَ وَعبْدُ الْمَسيِـ ... ـحِ أن تَقْرَبا قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ والثّاني: أن يكون مرفوعًا بفعل محذوف تقديره: لِتُجْتَنَبْ هاتان. والثّالث: ﷺ أن تكون الألف في "هاتان" وما بعده غير دليل الرفع بل على

(١) في خ: حدثني. (٢) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (٤٢٥٢)، وفيه إبراهيم الهجري، قال الحافظ: لين الحديث. والكعاب: فصوص النرد، وأحدها: كعب وكعبة، وهي موسومة بما فيها من العلّامات المعروفة. (٣) الصواب أن يقول: "إياكم أنتم وهاتان" ليصبح له الاستدلال بعد، وقد سقطت كلمة "أنتم" من النسختين المطبوعة والمخطوطة، فلما عدت إلى "عقود الزبرجد" وجدتها مثبتة هناك، انظر "عقود الزبرجد" (١/ ٢٢). (٤) البيت في "ديوانه" (ص ١٠٢) هكذا: نفاك الأغر ابن عبد العزيز ... بحقك تنفى عن المسجد يخاطب الفرزدق، والبيت الّذي معنا في ملحق "ديوان جرير" (ص ١٠٢٧)، ويعني بـ "عبد المسيح" الأخطل الشاعر النصراني،، وفي "شرح أبيات سيبويه" (١/ ٣٩٠)، و"الكتاب" (١/ ٢٧٨)، وبلا نسبة كما في "المقتضب" (٣/ ٢١٣). والشّاهد فيه: عطف "عبد المسيح" على "إياك".

1 / 180