163

ایتحاف الحدیث

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

ناشر

دار ابن رجب

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

ژانرها

وفي حديث عبد اللَّه بن عبّاس: (٢٠٥ - ١) " نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَرَسُولُ اللهِ ﷺ مُتَوَارِيًا بِمَكَّةَ" (١): هكذا وقع في هذه الرِّواية. والوجه [فيه] (٢) أن "رسول اللَّه ﷺ" مبتدأ، و"بمكة" خبره، و"متواريًا" حال من الضمير المقدر في الجار، والعامل فيه الجار، أو الاستقرار الّذي دل عليه الجار، أي: ورسول اللَّه ﷺ مستقر بمكة متواريًا. (٢٠٦ - ٢) وفي حديثه: "مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ" (٣): يجوز في "حسنة" وجهان: أحدهما: الرفع على أن يكون هو القائم مقام الفاعل، أي: كتب اللَّه له حسنة، وليس في هذا ذكر الحسنة المهتم بها (٤)، بل معناه: أثابه الله على همه بالحسنة بأن كتبت له حسنة، وليس المعنى: كتبها له. والثّاني: النصب على معنى: كتبت الخصلة الّتي هم بها حسنة، وانتصابها على الحال، أي: أُثْبِتت لهُ مُثَابًا عَلَيْهَا (٥). ويجوز أن يكون مفعولًا به؛ لأنّ معنى "كتب الله له حسنة"، أي: أثبت له حسنة، أو صيرها حسنة. وهذا هو القول في "عشرًا" و"واحدة".

(١) صحيح: أخرجه البخاريّ (٧٤٩٠)، ومسلم (٤٤٦)، وأحمد (١٥٦)، بلفظ المصنِّف، إِلَّا أنّه عندهم "متوار" هكذا مرفوعًا. (٢) زيادة من ط. (٣) إسناده حسن: أخرجه الدارمي (٢٧٨٦)، وأحمد (٢٥١٥). (٤) والتقدير حيئذ: كتبت له حسنة أخرى، وذلك خلافًا للبصربين الذين يمنعون حذف النعت. (٥) وينظر في معاني الحسنة، كتاب الإمام ابن تيمية ﵀: "الحسنة والسيئة".

1 / 164