105

ایتحاف الحدیث

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

ناشر

دار ابن رجب

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

ژانرها

الأجر والمغنم. (٩٧ - ٤) وفي حديثه: "بُنِيَ الإسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ" (١): يجوز "شهادة" بالجر، وكذلك ما بعده على البدل من "خمس"، وبالرفع على تقدير: هي، وبالنصب على إضمار أعني. وفي حديث جعدة بن خالد الجشمي (٢): (٩٨ - ١) أن النّبيّ ﷺ "أُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَالُوا: هَذَا أَرَادَ أن يَقْتُلَكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "لَمْ تُرَعْ" (٣): قال- ﵀! -: حقيقة "لم" أنّها تدخل على لفظ المستقبل فَتَرُدُّ معناه إلى المضي؛ كقوله: لم يقم زيد، معناه: ما قام. فعلى هذا قوله: "لَمْ تُرَعْ" أي: ما روعت، ومعلوم أنّه قد ارتاع قبل ذلك، وإنّما ذكر (٤) الماضي، وأراد المستقبل؛ كما قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ [النمل: ٨٧]، أي: يفزع (٥).

(١) صحيح: أخرجه أحمد (١٨٧٣٥، ١٨٧٤١)، والحديث صحيح مشهور من حديث ابن عمر ﵄، أخرجه البخاريّ (٨)، ومسلم (١٦)، والرمذي (٢٦٠٩)، والنسائي (٥٠٠١)، وأحمد (٤٧٨٣). (٢) من بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، له صحبة. ينظر ترجمته في "الاستيعاب" (١/ ٢٤١)، و"أسدّ الغابة" (١/ ٣٣٩)، و"تهذيب التهذيب" (٢/ ٧٠)، و"الإصابة" (١/ ٤٨٣). (٣) إسناده محتمل التحسين: أخرجه أحمد برقم (١٥٣٨٨)، وفيه أبو إسرائيل مولى جعدة الجشمي، قال الحافظ: مقبول. (٤) في خ: أراد بذلك. (٥) وهذا أحد أنواع الالتفات الثّلاثة الّتي ذكرها ابن الأثير، وهو الإخبار عن الفعل الماضي بالمستقبل وعن المستقبل بالماضي؛ فالأول كقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾ [فاطر: ٩]، والثّاني مثل له بالآية الّتي ذكرها المصنِّف. ينظر: "المثل السائر" (٢/ ١٦)، تحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية- بيروت، سنة (١٤١١ هـ-١٩٩٠ م)، و"معجم المصطلحات البلاغية وتطورها" (١/ ٣٠١ - ٣٠٢).

1 / 106