إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم

Abd al-Salam Maqbil al-Mujidi d. Unknown
44

إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم

إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم

ناشر

دار الإيمان

شماره نسخه

-

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

الحدود اللفظية للقران الكريم: كانت سور القران وآياته النازلة معلومة معروفة، ومن ثم فحدوده باتت بدهية عند جملة المسلمين، وسوره النازلة يتابعها كل مسلم يكون قريبا من النبي ﷺ، وذلك للتالي: ١- لأنه مادة البلاغ الأساسية: فليس للنبي ﷺ من همّ صباح مساء إلا تبليغه تلاوة وتعليما: بلغ النبي ﷺ القران الكريم بخصوصه، وغيره من أنواع الوحي كالحديث النبوي تابع له إيضاحا وتفسيرا غالبا، فالقران هو أساس البلاغ كما هو منهاج التعليم فعن جابر بن عبد الله ﵁ قال: «كان رسول ﷺ يعرض نفسه على النّاس في الموقف فقال ألا رجل يحملني إلى قومه فإنّ قريشا قد منعوني أن أبلّغ كلام ربّي «١»، ولذا اشتد اهتمامه بإقراء القران: فهو وسيلة إنذاره وإبلاغه رسالته هي القران فبه ينطق، وبه يتكلم، وبه يخبر عن ماهية رسالته عندما يريد البيان، وبه يجادل، وبه يجاهد كما قال ﷻ: لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ (الأنعام: ١٩)، فمن بلغه هذا القران من عرب وعجم وأسود وأحمر وإنس وجان فهو نذير له ولهذا قال ﷾: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ (هود: ١٧)، ولا يكفرون به إلا بعد سماعه» «٢»، وهي في الدّلالة كقوله ﷾: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيرًا (الفرقان: ١) فصارت المهمة في المقام الأول إبلاغ القران، ولما جادل عتبة بن ربيعة النبي ﷺ لم يعد جواب النبي ﷺ أن قرأ ﷺ على عتبة بن ربيعة أوائل سورة فصلت لما أراد ﷺ أن يرد عليه «٣» .

(١) أحمد (٣/ ٣٩٠)، الترمذي (٥/ ١٨٤) وقال: «هذا حديث غريب صحيح» . (٢) ابن كثير (١/ ٣)، مرجع سابق. (٣) في حديث طويل أخرجه الحاكم (٢/ ٢٧٨)، مرجع سابق، وصححه.

1 / 46