227

وإنما يدعون أمورا يلبسونها إلى أنها كانت في السر ، وبحيث لم تظهر إلا للواحد والاثنين ، وأحوال معجزات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بخلاف ذلك ، لأنه لا يرتاب في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعي ذلك . وأن ما نقل منها وادعي ، كان على رؤوس الأشهاد ، وحضور الملأ من المسلمين والمشركين ، كما نقل ذلك في حديث الاستسقاء ، وتكثير الطعام ، وخبر الميضأة ، وما كان منه صلى الله عليه وآله وسلم من غرز السهم في بئر بالحديبية ، ونحو ذلك . فأي فرق بين النقلين أوضح وأبين مما ذكرناه ؟!!

فإن قيل: فما الفرق بين نقلكم هذا ونقل اليهود والنصارى أنهم قتلوا المسيح وصلبوه ؟!

قيل لهم: إننا لا ننكر أنهم رأوا شخصا مقتولا مصلوبا ، وأنهم في هذا القدر صادقون . وإنما شبه لهم ، فظنوا أن المقتول هو المسيح .

واختلف أهل العلم في كيفية التشبيه ؟ فذهب الأكثر إلى أنه تعالى ألقى شبه عيسى صلى الله عليه على رجل من أصحابه ، فظنوا أنه عيسى (¬1) . وهذا التأويل عندي سائغ .

صفحه ۲۸۲