141

إن أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها (¬5) وممن (¬1) قرأ بالألف من حمله على أن (( أن )) بمعنى (( نعم )) ، وكره تأويله على الوجه الأول لما قلناه .

ومن أقسام الفصاحة: أن يكون الكلام مؤلفا من لغات ترتفع عن المبتذل السوقي ، وتنحط عن المستفل الحوشي (¬2) . ولهذا نجد أشعار الفصحاء المجيدين ، نحو امرئ القيس ، والنابغة ، وزهير ، والأعشى ، جارية على هذه الطريقة ، لا يكاد يوجد فيها الحوشي المستفل ، إلا أن تتفق ندرا ، وإنما يكثر ذلك في كلام الأجلاف من العرب والمتكلفين ، نحو الشماخ ، ورؤبة ، ومن نحا نحوهما .

فأما السوقي (¬3) المبتذل ، فقل ما يتفق في كلام أهل البادية ، وإنما يكثر ذلك في كلام المولدين (¬4) وأشعارهم ، والقرءان من أوله إلى آخره مؤلف من النمط المختار في هذا الباب .

فهذان القسمان من الفصاحة قد استمرا في جميع القرءان بحمد الله ومنه .

صفحه ۱۹۳