الحمد لله ذي الفضل والإحسان ، المخول من شاء من عباده سوابغ الأنعام ، الذي هدانا لدينه ، وأوضح سواء السبيل ، بما نصب من أدلته الباهرة ، وحجته القاهرة ، { ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم (42) } [الأنفال] .
ثم أرسل إلينا خير مولود ، وأكرم مبعوث ، رحمة للعالمين ، [وهدى] للمتقين ، { لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين (70) } [يس] ، فصلى الله عليه وعلى آله الطاهرين .
وإني لما رأيت غثاء الملحدة ورعاعها ، مجتهدة لإدخال الشبه في معجزات نبينا صلى الله عليه وآله وسلم على أنفسنا ، وعلى من قادته يد الشقاء ، وسلكت به خبط العشواء ، من جهال العوام وأوباشها ، فهم عن الحق اليقين معرضون ، وعن الصراط السوي ناكبون . قد استهواهم الشيطان ، واستزلهم الطغيان { نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (19) } [الحشر] . يظنون بجهلهم وعماهم أنهم قد فطنوا لما جهله العلماء ، واستدركوا ما فات أهل الدين ، وتنبهوا عما غبي عنه فضلاء المسلمين .
صفحه ۵۱