اثارت ترغیب
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
ژانرها
عزى الله بها آدم- (عليه السلام)- من خيام الجنة حين وضعت له بمكة فى موضع البيت، فلم يزل إبراهيم يحفر حتى وصل إلى القواعد التى أسست الملائكة عليها الخيمة، وأسسه بعده بنو آدم فى زمانهم فى موضع الخيمة، فلما وصل إليها: أظل الله- تعالى- له مكان البيت بغمامة، فكانت حفاف البيت الأول، ثم لم تزل راكدة على حفافه تظلل إبراهيم وتهديه مكان القواعد حتى رفع القواعد قدر قامته، ثم انكشطت الغمامة؛ فذلك قوله تعالى: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت (1)، أى: الغمامة التى ركدت على الحفاف؛ ليهتدى بها مكان القواعد، فلم يزل والحمد لله منذ رفعه الله معمورا (2).
وعن خالد بن عرعرة، عن على بن أبى طالب- رضى الله عنه- فى قوله تعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين* فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا (3). قال: إنه ليس بأول بيت مطلقا؛ بل كان نوح- (عليه السلام)- فى البيوت قبل إبراهيم، وكان إبراهيم فى البيوت؛ ولكنه أول بيت وضع للناس فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا بهذه الآيات. قال: إن إبراهيم لما أمر ببناء البيت فضاق به ذرعا، فلم يدر كيف يبنى ، فأرسل الله- تعالى- إليه السكينة؛ وهى ريح خجوج لها رأس، حتى تطوقت مثل الحجفة (4)، فقالت السكينة: ابن على، فبنى عليها، وكان يبنى كل يوم ساقا، ومكة يومئذ شديدة الحر، فلما بلغ موضع الحجر قال لإسماعيل: اذهب فالتمس لى حجرا أضعه هاهنا، ليبتدئ الناس به، فذهب إسماعيل يطوف فى الجبال.
وجاء جبريل- (عليه السلام) بالحجر الأسود، فجاء إسماعيل فقال: من أين لك هذا الحجر؟ قال: من عند من لم يتكل على بنائى وبنائك (5).
صفحه ۹۸