406

اثارت ترغیب

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

ژانرها

يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، وإنى أنهاكم عن ذلك» (1).

ولهذا لم تكن الصحابة يسافرون إلى شىء من مشاهد الأنبياء لا مشهد إبراهيم الخليل- (عليه السلام)- ولا غيره، والنبى (صلى الله عليه وسلم) ليلة المعراج صلى فى بيت المقدس ركعتين كما ثبت ذلك فى الحديث الصحيح ولم يصل فى غيره، وأما ما يرويه بعض الناس من حديث المعراج أنه صلى فى المدينة وصلى عند قبر موسى- (عليه السلام)- وصلى عند قبر الخليل فكل هذه الأحاديث مكذوبة موضوعة.

وقد رخص بعض المتأخرين فى السفر إلى المشاهد ولم ينقلوا ذلك عن أحد من الأئمة ولا احتجوا بحجة شرعية.

[العبادات المشروعة فى المسجد الأقصى]

فصل: والعبادات المشروعة فى المسجد الأقصى: هى من جنس العبادات المشروعة فى مسجد النبى (صلى الله عليه وسلم) وغيره من سائر المساجد إلا المسجد الحرام فإنه يشرع فيه زيادة على سائر المساجد: الطواف بالكعبة، واستلام الركنين اليمانيين، وتقبيل الحجر الأسود.

وأما مسجد النبى (صلى الله عليه وسلم) والمسجد الأقصى وسائر المساجد فليس فيها ما يطاف به، ولا فيها ما يتمسح به ولا ما يقبل، فلا يجوز لأحد أن يطوف بحجرة النبى (صلى الله عليه وسلم) ولا بغير ذلك من مقابر الأنبياء والصالحين ولا بصخرة بيت المقدس، ولا بغير هؤلاء كالقبة التى فوق جبل عرفات وأمثالها، بل ليس فى الأرض مكان يطاف به كما يطاف بالكعبة.

ومن اعتقد أن الطواف بغيرها مشروع فهو شر ممن يعتقد جواز الصلاة إلى غير الكعبة؛ فإن النبى (صلى الله عليه وسلم) لما هاجر فكانت قبلة المسلمين هذه المدة، ثم إن الله حول القبلة إلى الكعبة وأنزل الله فى ذلك القرآن كما ذكر فى سورة البقرة، وصلى النبى (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون إلى الكعبة، وصارت هى القبلة، وهى قبلة إبراهيم وغيره من

صفحه ۴۳۶