217

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

ژانرها

ثم لقى المسلمون من قريش تعنيفا شديدا بالأذى، فكانت أعظم مشقة من الأولى، وكان قد اشتد على قريش ما بلغهم من حسن جوار النجاشى لهم.

وكان ممن دخل بجوار عثمان بن مظعون؛ أجاره الوليد بن المغيرة، فلما رأى عثمان بن مظعون الذى يلقى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه من البلاء، وعذب طائفة منهم بالنار والسياط، وعثمان معافى لا يعرض (1) له، استحب البلاء على العافية فقال: أما من كان فى عهد الله وذمته وذمة رسوله (صلى الله عليه وسلم) الذى (2) اختار الله عز وجل لأوليائه من أهل الإسلام فهو مبتلى، ومن دخل فيه فهو خائف. وأما من كان فى عهد الشيطان وأوليائه من الناس فهو معافى!! فعمد إلى الوليد بن المغيرة فقال: يا عم قد أجرتنى وأحسنت إلى، فأنا أحب أن تخرجنى إلى عشيرتك فتبرأ منى بين ظهرانيهم. فقال له الوليد: يا ابن أخى لعل أحدا من قومك آذاك أو شتمك وأنت فى ذمتى فأكفيك ذلك./ قال: لا والله ما اعترض لى أحد ولا ذآنى. فلما أبى إلا أن يتبرأ منه الوليد أخرجه إلى المسجد- وقريش فيه كأحفل ما كانوا، ولبيد بن ربيعة الشاعر

صفحه ۲۱۹