قالوا: وأما الصلاة والسلام عليه سرا بعد الأذان، وسؤال الله له الوسيلة والفضيلة، فهذا مشروع قد ورد به الخبر، وصح به الأثر١، وليس مع من خالفهم من الأدلة ما يجب المصير إليه، وإنما يعيب على من منع البدع، واختار السنن أهل الجهالة والسفاهة ﴿وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ﴾ ٢.
ثم إن هذا المفتري٣ الصحاف أطلق لسانه بالمسبة، وأطال في ذلك، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ ٤، وقد قيل في المثل: وقال العلي: أنا ذاهب إلى المغرب، فقالت الحماقة: وأنا معك.
وقد ذكر في جوابه من الحشو والكلام، الذي لا يقتضيه المقام، ما يدل على قصوره وعجزه، وعدم ممارسته لصناعة العلم، كما ذكر قضيته مع راشد بن عيسى، في مسألة الهبة واختلافهما في لزومها، ومسألة العقد
_________
(١) وذلك فيما رواه جابر بن عبد اله ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:"من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة"،أخرجه البخاري في الأذان، باب الدعاء عند النداء (ح/٦١٤) .
وكذلك فيما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي ﷺ يقول:"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإن من صلى عليّ صلاة صلى اله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة ... "، أخرجه مسلم في الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن: (ح/٣٨٤) .
(٢) سورة الأعراف، الآية:٤٥.
(٣) في"أ":"المغربي".
(٤) سورة الشعراء، الآية:٢٢٧.
1 / 41