ومن هنا يظهر الوجه السادس قوله والمراد به التنبيه على الرجوع إلى الله تعالى بالقلب لا بترك السبب بل أن يذكر الله تعالى في ذلك السبب
فيقال له هذا إنما يصح إذا كان السبب مشروعا فإن السبب المشروع 2 لا ينافي التوكل والكلام هنا فيمن يستغيث بالخلق فيما لا يقدر عليه إلا الله كما قيل في الجواب فأما ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى فلا يجوز أن يطلب إلا من الله تعالى لا يطلب ذلك لا من الملائكة ولا من الأنبياء ولا من غيرهم
ومعلوم أن سؤال الخلق مثل هذا باطل شرعا وعقلا
فمن الذي جعل هذا من الأسباب الشرعية
ومن قال أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن عنده شيء يعطيه فينبغي للإنسان أن يسأله ويستغيث به وإذا لم يمكنه دفع العدو ينبغي للإنسان أن يسأله ويستغيث به في ذلك
وقد تقدمت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يمدح من لا يسأله مطلقا ويذم من يسأله ما لا يحب أن يعطيه ويذم من يسأله ما لا يقدر عليه فسؤاله والاستغاثة في ذلك أذى وعدوان عليه يحرم فعله معه صلى الله عليه وسلم أعظم مما يحرم أذى غيره والعدوان عليه مع ما فيه من الشرك والجزع
صفحه ۴۰۷