وبيان ذلك أن الأسباب عند من يقول بإثباتها هي من جملة الحوادث التي يكون الرب عز وجل فاعلا لها فالقول في إحداثه للسبب والحكمة كالقول في إحداثه ما بينهما يمتنع أن يكون بشيء من ذلك محدثا لغيره بل هو محدث لجميع المحدثات وليس في ذلك ما يوجب كون الأسباب محدثة
وأيضا فهذه الآيات التي ذكر ليس فيها إثبات حكم شيء من المحدثات كقوله تعالى {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} {فعليكم النصر} بل ولا فيها إثبات نسب لفعل الرب سبحانه وتعالى بل فيها إثبات بعض أفعال العباد كهدايته وإعانته وأفعال العباد لا تختص بكونها أسباب دون غيرها من الحوادث فكلام هذا الرجل كلام من لم يتصور صحيحا ولا عبر فصيحا
صفحه ۴۴۵