نعم، فقد بين لنا وهدانا كما أنه أذهب عن أهل البيت الرجس، رجس الأوزار لا الأقذار، وطهرهم تطهيرا، وأمرنا بمودتهم والصلاة عليهم، فلوا كانوا غير صالحين وغير منزهين لما أمرنا بمودتهم؛ لأنه يقول: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}[المجادلة: 22].
فقلنا: كلنا آل البيت، فقال الله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة}[الأحزاب: 36] تسليم مطلق لله تعالى ولرسوله، فشهدت الأمة على أن أهل البيت هم الخمسة أهل الكساء ومن تناسل منهم إلى يوم القيامة، انظر كتاب (رسالتان) لابن الأمير الصنعاني، ومحمد بن علي الشوكاني، تقديم مقبل هادي الوادعي، وهذا دليل من القوم، فهل اخترت لنفسك أن تكون ابن فلان؟ أو من آل فلان؟ وهل اخترت أنا أن أكون ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كلا، {ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا}[الكهف: 51].
فما حكم من اعترض على هذا الاختيار وقال: لا كلنا آل البيت، ولا فضل لأحد على أحد؟ أو قال: لن نعترف لهم بالفضل، أو قال: أنا أفضل منهم.
حكمه هو نفس حكم الله على إبليس، فنعوذ بالله من ذلك.
وقد يقول قائل: إن الناس سواسية لا فرق بين سيد وغيره، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((الناس سواسية كأسنان المشط)).
فنقول: إن هذا الحديث يحتاج إلى نظر؛ لأنا إن قلنا في الطول فهذا غير صحيح فهم مختلفون.
وإن قلنا في العرض فهم مختلفون أيضا.
صفحه ۶