قال الإمام علي كرم الله وجه في نهج البلاغة (ص 236): (حتى أفضت كرامة الله سبحانه إلى محمد صلى الله عليه وسلم فأخرجه من أفضل المعادن منبتا، وأعز الأرومات مغرسا، من الشجرة التي صدع منها أنبياءه ، وانتخب منها أمناءه، عترته خير العتر، وأسرته خير الأسر، وشجرته خير الشجر، نبتت في حرم وبسقت في كرم، لها فروع طوال، وثمرة لا تنال) انتهى.
وقد يقول قائل: نحن نحب آل البيت، ونعترف لهم بالفضل، ولا أحد من الأمة ينكر فضلهم، فلماذا هذه العصبية، ولماذا الكلام حول هذا الموضوع؟
فنقول له: سامحك الله، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أذكركم الله في أهل بيتي)) ثلاث مرات،وهل قول الحق يؤدي إلى العصبية؟ إن الأمة جاهلة بحق أهل البيت جهلا عجيبا، وما نراه من الاعتراف لهم بالفضل فإنما هو قول فقط وهذا لا يكفي، لأن الإسلام جاء ليؤكد أهمية الفعل مع القول فقال تعالى: {يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون}[التوبة: 8] فليس هناك أحد يقول: أنا أبغض آل البيت، أو أنا لا أحب آل ا لبيت، ولكن الله أراد أن يكون فعلنا مطابقا لقولنا: {كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}[الصف: 3] وهذا القرآن خير شاهد على الأمة، أمرنا الله بقراءته والعمل بما فيه، والإسلام جاء مخاطبا للعقل، فقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}.
صفحه ۱۰