بهذه العدة المنصوصة غير موجودة إلا في ساداتنا صلوات الله عليهم من بين جميع ولد إسماعيل (ع) ولا نعلم اثنى عشر يدعون ذلك في أنفسهم ولا يدعى لهم سواهم ولا لمنتظرين يكون بعدهم فيقع الاشكال في أمرهم فإن لم يكونوا هم المعنيين بذلك بما ظهر من فضلهم وأشهر من علو قدرهم لم يكن للوعد انجاز ولا للبشارة ثمرة والله يتعالى ان يخلف وعده أو يبشر خليله بما لا يفعله فصل وقد احتج بهذا من التورئة جماعة من شيوخنا رحمهم الله ووقف عن الاحتجاج جمع من الشيعة اما علمت عذر المتوقف عن الاعتماد عليه مع ايضاحه وبيان ما يقتضيه الاما لعله يخافه من معارضة الخصوم له بأولاد ذكرانهم كانوا لإسماعيل (ع) عدتهم هذه العدة وهم مسمون في التورئة فيقولون له ان الوعد قد وفاه الله تعالى بأولئك الأولاد لإبراهيم (ع) لما كملت فيهم العدة على تمام وأنت في ادعائه سواهم مفتقر إلى دليل وبيان فأقول والله الموفق للصواب ان هذا الاعتراض عندي غير صحيح لان وعد الله سبحانه لخليله (ص) لم يكن مقصورا على أن يجعل لابنه إسماعيل (ع) اثنى عشر ولدا فقط ولا كان هذا ابتداء ما وعد بل كان الوعد قبل ذكره للأولاد باء وجليل من تثمير وتكثير حيث قال وسائمره وأكثره جدا جدا وقبل ان معناه كثيرا كثيرا الساداتنا
صفحه ۲۷