فاشتد علينا ما نطبخ لك منها، فكتب إليهم:
إخواننا قصدوا الصبوح بسحرة ... فأتى رسولهم إلى خصوصًا
قالوا: أقترح شيئًا نجد لك طبخت ... قلت: اطبخوا لي جبة وقميصًا
فقد عبر الشاعر عن الخياطة بالطبخ، تشبيهًا لها به في كونها مما ينبغي أن تكون موضع رغبتهم ومحل عنايتهم، فإذا كانت رغبتهم قد اتجهت إلى الطبخ ليطعموه، فينبغي أن تكون منهم مثل تلك الرغبة في خياطة جبة وقميصها يتقي قارس البرد ويعتصم من أذاه، فلا حرج - إذن - من تطبيق الاستعارة التي أساسها التشبيه على هذا الأسلوب، وعلاقة المشابهة - وهنا - واضحة - كما رأيت -.
ولهذا فإن أسلوب المشاكلة من البيان، وهو من البلاغة في التصميم.
٥) المزاوجة:
ومعناها، أن يزاوج بين معنيين في الشرط والجزاء، بأن يرتب على كل منهما معنى مرتب على الآخر. كما في قول البحتري:
إذا ما نهى الناهي فلج بي الهوى ... أصاخت إلى الواشي فلج بها البحر.
فقد زاوج هنا بين نهي الناهي، وأصاختها إلى الواشي في