============================================================
عبدي؛ النعم كلها بين يديك، ولباب التوحيد بين عينيك. طال وعزي ما كنت في الحضيض الأوهد(201) ، والليل المخلؤلك الأربد (202) ، لا يستقر بك قرار، ولا يطلع عليك نهار؛ فأردت من اجنادك (332) ان يسرعوا " إلى حضرة { يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا}(203) ، فاطلعت البدر المرموز(263) في ليلتك الحندسية (204) ، وملكتك الندسية(205)، فخرق غدافي (554) إهابها (201) ، وتزع محلولك (325) جلبايها ، فصارت كأنها قطعة بلور، ترفل في غلائل النور. ثم جئت بك على ظلك(336) من الغمام ، على هشائم دنسها القتام (207) (357) ، فأمطرت القيعان والأكام ، فتعمم (334) صلع هامات الربا وبارز(339) الأهضام (208) .
واخترقت بك (290) المقامات، وجليث (361) لقدومك الحضرات، اضرب(ق36) لك في كل حضرة فسطاطا ، وانشر(343) لك فيه من الذكر الجميل.
يساطا.
ولم ازل ارقيك عن هذه النسب، حتى حجبتك بالمسبب عن السبب .
وقلث لك انا المريد، وأنا (364) المبدىء المعيد (35) ، تبهتك بذلك على ( الرجوع مما وصلت، إلى المقام الذي عنه انفصلت؛ رجوع راق (209)، لا رجوع فراق: يؤكد ابن عريي على معنى كثيرا ما يتردد عنده وخلاصته، ان الانسان مهما ترقى في مدارج المعرفة الالهية فإنه لا يعرف الله على الحقيقة أبدأ ، بل يعرفه دائما عبر صورة عقلية ويسميها ابن عري وال المعتقدات" او " الاله المجمول" : وهذه الصورة هي في الواقع من صنع العابد، واليها يتوجه في عبادته، لذلك فإن العابد هو المعبود، را. المعجم الصوفي ، للمحققة ، مادة " إله المعتقدات" .
(201) الأومد : المنخفض . (202) الأربد: الأغبر. (203) (الأحزاب /13]. (204) الحندسية : المظلمة . (205) الندسية : الخفية . (206) غدافي إهابها : أي جلدها المظلم : فالغداف الظلام، والإهاب : الجلد، وهنا قدم ابن عربي الموصوف على الصفة .
(207) هشائم : الشجر اليابس، القتام : الغبار الأسود. (208) الامضام : الهضم هو بطن الوادي. (209) راق : ترقي 11
صفحه ۱۷۱