" وقد رود أنها كانت ليلة "الجمعة" وهذا نقل محض يحتاج الى الصحة وهو لائق بالاسراء لأجل فضيلة الجمعة قلت: لكن فيه وقفة، فإنه صح أن جبريل صلى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أول يوم بعد الاسراء الظهر ولو كان الجمعة لم يكن فرضها الظهر، إلا أنه يحتمل أن تكون الجمعة لم تفرض بعد، ويبعد هذا الاحتمال أن الجمعة أقيمت بالمدينة قبل الهجرة أقامها أسعد بن زرارة والاسراء على هذا القول قريب من الهجرة فيبعد أن تكون الجمعة لم تفرض حينئذ فشا وكثر المسلمون. فلا يقال لعل عدد الجمعة لم يكن موجودا، والله أعلم".
وأما التاريخ المكاني: فباعتبار البلد، المشهور أنه بمكة، ومن قال بالمدينة فمحمول على التعدد والمنام وباعتبار المكان الخاص، فيؤخذ مما تقدم في الأحاديث من أقوال:
فقيل: في المسجد.
وقيل: بين المقام وزمزم.
وقيل: في الحجر.
وقيل: في بيته.
وقيل: في بيت أم هانئ.
وفي الشفاء: ما يؤخذ منه أنه كان في بيت خديجة.
وقيل: في شعب أبي طالب، رواه الواقدي.
النكت والفوائد
المتعلقة به
الفصل الرابع
في نكته
وهي كثيرة، والذي اخترنا منها هنا عشرون نكتة:
الأولى: تكلم الناس في الحكمة في الاسراء به أولا الى بيت المقدس قبل المعراج فقيل: ليحصل العروج مستويا من غير تعريج لما روى عن كعب الحبار ان باب السماء الذي يقال له مصعد الملائكة يقابل بيت المقدس، قال: وهو أقرب الأرض الى السماء بثمانية عشر ميلا.
وثيل: ليجمع تلك الليلة بين القبلتين.
وثيل: لأن بيت المقدس كان هجرة غالب الأنبياء قبله فحصل له الرحيل اليه في الجملة ليجمع بين أشتات الفضائل.
وقيل: لأنه محل الحشر وغالب ما اتفق له في تلك الليلة يناسب الأحوال الأخروية فكان المعراج منه أليق.
وقيل: للتفاؤل بحصول أنواع التقديس له حسا ومعنى.
صفحه ۳۸