Israʼiliyat and Fabrications in Books of Tafsir
الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير
ناشر
مكتبة السنة
شماره نسخه
الرابعة
ژانرها
عن الله تعالى مما أوقفه عليها جبريل، وهذا التأويل مقبول لو صح الحديث، ولكنه لم يصح.
أمثلة لتفسير القرآن بالسنة:
من ذلك: تفسير المغضوب عليهم: باليهود، والضالين: بالنصارى، في سورة الفاتحة، أخرج أحمد، والترمذي، وحسنه وابن حبان في صحيحه، عن عدي بن حاتم: قال: قال رسول الله ﷺ: "إن المغضوب عليهم هم: اليهود، وإن الضالين هم: النصاري" ويؤيد هذا التفسير، قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ ١ فإن المراد بهم: اليهود٢، وقوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ ٣ وقد جعل النبي ﷺ اليهود عنوانا على كل من فسدت إرادتهم، فعلموا الحق، وعدلوا عنه، والنصارى: عنوانا على الذين فقدوا العلم، والوصول إلى الحق، فهم هائمون في الضلالة، لا يهتدون إلى الحق.
ومن ذلك تفسير الظلم في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ ٤ روى أحمد والشيخان وغيرهم عن ابن مسعود، قال: "لما نزلت هذه الآية: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ شق ذلك على الصحابة، فقالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟ قال: "إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم﴾ ٥، إنما هو الشرك".
ومن ذلك: تفسير القوة بالرمي، في قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّه
_________
١ المائدة: ٦٠.
٢ تفسير: ابن كثير والبغوي جـ ٣ ص ١٨٧.
٣ المائدة: ٧٧.
٤ الأنعام: ٨٢.
٥ لقمان: ١٣ والمراد بالعبد الصالح لقمان.
1 / 50