Islamic Perspective on Argument and Dialogue with the People of the Book
رؤية شرعية في الجدال والحوار مع أهل الكتاب
ناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
ژانرها
وكان من فروض الكفايات ومهمات الدين أن تصرفوا بعض هممكم إلى هذا النوع فمن القبائح أن بلادنا ملأى من علماء الإسلام ولا نرى فيها ذميا دعاه إلى الإسلام مناظرة عالم من علمائنا بل إنما يسلم من يسلم إما لأمر من الله تعالى لا مدخل لأحد فيه أو لغرض دنيوي ... ثم ليت من يسلم من هؤلاء يرى فقيها يمسكه ويحدثه ويعرفه دين الإسلام لينشرح صدره لما دخل فيه بل والله يتركونه هملا لا يدرى ما باطنه: هل هو كما يظهر من الإسلام أو كما كان عليه من الكفر لأنهم لم يُرووه من الآيات والبراهين ما يشرح صدره فيا أيها العلماء في مثل هذا فاجتهدوا وتعصبوا ...» . (١)
وبهذا ومثله تكالب الأعداء وتسلط أهل الكتاب على رقاب المسلمين في ديارهم فكانوا هم الجباة والصيارفة وهم الوزراء والصيادلة وهم المتصرفون في الأموال والأبدان بالحساب والطب وهذا كثير في كتب التاريخ والسير. (٢)
_________
(١) معيد النعم ومبيد النقم (ص ٧٥- ٧٦) .
(٢) انظر على سبيل المثال: الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري لآدم ميتز (١ / ٧٥-١١٨)، ومن روائع حضارتنا للسباعي (٨٦ -٩١)، والحوادث الجامعة المنسوب لابن الطوفي (٣٨- ٤٠) . وهذا الدردير الفقيه المالكي يقول عن ملوك مصر وتمكينهم للنصارى من إحداث ما يريدون: «..وملوك مصر لضعف إيمانهم قد مكنوهم من ذلك، ولم يقدر عالم على الإنكار إلا بقلبه أو بلسانه لا بيده، وزاد أمراء الزمان أن أعزوهم، وعلى المسلمين رفعوهم، ويا ليت المسلمين عندهم كمعشار أهل الذمة، وترى المسلمين كثيرا ما يقولون: ليت الأمراء يضربون علينا الجزية كالنصارى واليهود ويتركونا بعد ذلك كما تركوهم، و» سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون «..» أهـ. (الشرح الصغير على مختصر خليل مطبوع بحاشية بلغة السالك للصاوي: ١ / ٣٦٩) . وقبله قال بعض شعراء مصر (حسن المحاضرة: ١ / ٢٠١): يهودُ هذا الزمان قد بَلَغوا غايةَ آمالهم وقد ملكوا العِزُّ فيهم والمالُ عندهم ومنهم المستشارُ والملكُ يا أهلَ مصر إني نصحتُ لكم تهودوا قد تهودَ الفلكُ
1 / 9