الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

Abdur Rahman Habannakah Al-Maydani d. 1425 AH
131

الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

ناشر

دار القلم

شماره نسخه

الأولى المستكملة لعناصر خطة الكتاب ١٤١٨هـ

سال انتشار

١٩٩٨م

محل انتشار

دمشق

ژانرها

الاجتماعية التي يتمتعون بها بين العرب. وحرصًا على أن لا ينسب إلى واحد منهم أمر شائن يقام عليه فيه الحد الشرعي، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله ويشفع لها عنده؟ فقالوا: ومن يجترئ على ذلك إلا أسامة بن زيد حب رسول الله ﷺ وابن حبه، فكلموه في أن يشفع لها عنده، فكلم أسامة رسول الله مستشفعًا بها، فغضب ﵊ غضبًا شديدًا، وقال لأسامة: "أتشفع في حد من حدود الله"؟. وعلم رسول الله أن الأمر لم يكن من أسامة، وإنما هو من القرشيين، فجمع المسلمين وخطب فيهم، فقال: "إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". وهكذا أصل الرسول صلوات الله عليه في نفوس المسلمين إلغاء الفوارق الطبقية بين المسلمين، وأعلن أنه لو حصل من ابنته فلذة كبده، ما يوجب عليها حد الله لم يعفها من تنفيذ ذلك، ولم يستجب فيها لعاطفة قلبه نحوها، وهي ابنته، فضلًا عن أن يستجيب لعاطفة قبلية، أو عنجهية طبقية. ٣- جاء قيس بن مطاطية "وكان منافقًا" إلى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي، فقال: هذا الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل "يعني محمد ﷺ" فما نال هؤلاء "يعني سلمان وبلالًا وصهيبًا" فقام إليه معاذ بن جبل فأخذ بتلابيبه ثم أتى إلى النبي ﷺ فأخبره بمقالته، فقام رسول الله ﷺ مغضبا يجر رداءه حتى أتى المسجد، ثم نودي في الناس: "الصلاة جامعة" فاجتمع المسلمون فخطب فيهم الرسول فقال: "يا أيها الناس إن الرب واحد، والأب واحد، وإن الدين واحد، ليست العربية بأحدكم من أب ولا أم، وإنما هي اللسان، فمن تكلم بالعربية فهو عربي". رواه ابن عساكر بسنده إلى الزهري.

1 / 153