لا أدري لماذا؟ ربما هو الخوف؛ الخوف من انتقام الناس الذين أسأت إليهم، والخوف منه هو أيضا. كنت أخاف أن ينقلب ضدي؛ فهو رجل متقلب وليس له صديق، وهو دائم الشك، لا يثق في أحد، يتصور أن كل من حوله يتآمرون ضده، ويعملون في الخفاء مع إيزيس، وكنت أقسم له كل يوم على كتاب الإله رع المقدس إنني مخلص له، لكنه لم يكن يصدق أن أحدا يخلص له؛ ربما لأنه لم يكن يخلص لأحد، وتصور أن كل الناس مثله. ورأيته يتخلص من أعوانه الواحد وراء الآخر، كان يبدو لي أحيانا أنه عدو نفسه.
معات :
يا له من إنسان تعيس.
رئيس الجيش :
إنه التعاسة ذاتها، وقد نقل إلي تعاسته. لم أر في حياتي معه يوما واحدا سعيدا، رغم أنني كنت أزداد ثراء ونفوذا، لكنني لم أعرف السعادة، أصبحت الحياة في عيني بلا طعم وبلا معنى؛ وفكرت في الموت.
معات (بدهشة) :
أنت؟
رئيس الجيش :
قد لا تصدقينني، لقد حاولت الانتحار أكثر من مرة، لكني جبنت وتراجعت، وأخيرا قررت الانضمام لصفوف إيزيس. قلت لنفسي: إذا لم يكن من الموت بد فلأمت وأنا أساند الخير بدلا من أن أموت وأنا أساند الظلم، لا بد أنك تفهمين هذه الأحاسيس يا معات يا إلهة الحق والعدل.
معات :
صفحه نامشخص