اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیر سجستانی d. 330 AH
71

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

ژانرها

ويقال للسماء والأرض وما بينهما : عالم على الجملة ، ثم يفصل ، فيقال للإنس عالم ، وللجن عالم ، وللملائكة عالم ، وللطير عالم ، وللبهائم عالم ، ولكل ما خلقه من حيوان وموات وشجر ونبات لكل جنس منها عالم ، وأصل العالم جنس يشتمل على جماعة ، ثم يتنوع الجنس ، يقال للعرب عالم ، وللعجم عالم ، ثم يقسم العرب إلى القبائل ، فيقول : مضر عالم ، وربيعة عالم ، فعلى هذا الباب كله ، وقياسه ، وقال بعض الحكماء من المتقدمين : العوالم ثلاثة : عالم علوي ، وعالم وسط ، وعالم سفلي ، فالعالم العلوي عالم العقل ، والعالم الأوسط الفلك وما فيه ، والعالم السفلي ما دون الفلك إلى مركز الأرض 0 الأقاليم والجزائر : يقال : إن الأرض سبعة أقاليم ، واثنتا عشرة (¬1) جزيرة ، وواحد الأقاليم إقليم ، وواحد الجزائر جزيرة ، والإقليم مشتق من القلم، والقلم في كلام العرب السهم والقسم والنصيب ، فكأن قولهم سبعة / أقاليم ، أي سبعة 43 ب أقسام ، فإقليم إفعيل من القلم ، والجزيرة مأخوذ من جزر يجزر إذا قطع ، والجزار مأخوذ من ذلك ؛ لأنه يقطع اللحم ، ويجزره ، ويفصله ، والجزور مشتق منه لأنه ينحر ، ثم يفصل ويقطع ، والمد والجزر الذي بالبصرة سمي بذلك ؛ لأن الماء يرتفع فيسمى مدا ، ثم تنقطع مادته وتتراجع ، فيسمى جزرا ، وكل بقعة في وسط البحر لا يكون فيها الماء ولا يعلوها يقال لها جزيرة ، فهي فعيلة في معنى مفعولة ، كأنها بقعة قد جزرت ، أي فصلت عن تخوم الأرضين ، فصارت منقطعة في البحر ، وقسمة الجزائر اثنا عشر على الأقاليم السبعة ، فخمسة لكل واحد نصيبان ، واثنان لكل واحد نصيب واحد ، كالكواكب السبعة ، والبروج الاثني عشر ، يقال لخمسة كواكب لكل واحد بيتان ، ولكوكبين لكل واحد بيت ، فهكذا قسمة الأقاليم والجزائر ، والجزيرة المعروفة التي هي ديار ربيعة ومضر ، سميت بذلك لأنها بين النهرين : دجلة والفرات ، فدجلة عن يمين الصاعد من العراق إلى الشام ، والفرات عن يساره وسميت جزيرة لأنها انقطعت عن تخوم الأرضين ، فصارت بين نهرين ، وجزيرة العرب قد اختلفوا فيها ، فقال قوم آخر حدود /جزيرة العرب حفر أبي 44أ موسى الأشعري (¬2) فيما يلي العراق ، وهو على خمس مراحل من البصرة إلى أقصى اليمن في الطول ، وفيما بين رمل يبرين (¬1) إلى منقطع السماوة (¬2) في العرض ، وقال آخرون : آخر حدوده العراق ، والحد الثاني يلي ضواحي الشام ، والحد الثالث سيف البحر (¬3) مما يلي المشرق ، والحد الرابع بحر اليمن المحيط بها ، ونجد وتهامة من جزيرة البحر ، وأما نجد فهو من العذيب (¬4) إلى أقصى حجر (¬1) باليمن ، ثم إلى ضواحي الشام وأفواهه ، ثم إلى البحر مشرقا ، وحد نجد ، الذي هو حد نجد ينقطع عند الستار ، وهو طريق العرب إلى هجر (¬2) ، وهجر أحد البحرين ، وتهامة تساير نجدا معها ، وإنما تهامة خط يساير نجدا ليس بالعرض ، وحد الجزر أولها القاع (¬1) ، ثم تمضي مصعدا حتى ينقطع عند اللوى ، لوى الرمل الذي هو بزرود (¬2) ، فهذا عرض الجزر ، ثم يذهب طولا حتى ينقطع في ضواحى الشام مغربا في ناحية البحرين مشرقا ، فهذا طوله 0

الأمصار : معنى المصر الحد بين الشيئين ، والعلامة بينهما ، وإنما قيل لها أمصار ؛ لأنها أماكن محدودة ، عليها علامات معروفة ، تعرف بها بقاع الأرض ، وحدود البلدان ، قال عدي بن زيد : " من البسيط "

صفحه ۱۱۴